أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ١٤٦
والسلام.
وروى البلاذري (90) وقال: أوتي المغيرة بن شعبة عثمان فقال له: دعني آت القوم فانظر ماذا يريدون، فمضى نحوهم، فلما دنا منهم صاحوا به:
يا أعور وراءك! يا فاجر وراءك! يا فاسق وراءك!
فرجع ودعا عثمان عمرو بن العاص، فقال له: إئت القوم فادعهم إلى كتاب الله والعتبى مما ساءهم، فلما دنا منهم سلم، فقالوا: لا سلم الله عليك! إرجع يا عدو الله! إرجع يا ابن النابغة! فلست عندنا بأمين ولا مأمون.
فقال له ابن عمر، وغيره: ليس لهم إلا علي بن أبي طالب، فلما أتاه قال:
يا أبا الحسن! إئت هؤلاء القوم فادعهم إلى كتاب الله وسنة نبيه.
قال: نعم إن أعطيتني عهد الله وميثاقه على أنك تفي لهم بكل ما أضمنه عنك.
قال: نعم، فأخذ علي عليه عهد الله وميثاقه على أوكد ما يكون وأغلظ.
وخرج إلى القوم.
فقالوا: وراءك!
قال: لا. بل أمامي، تعطون كتاب الله وتعتبون من كل ما سخطتم.
فعرض عليهم ما بذل.
فقالوا: أتضمن ذلك عنه.
قال: نعم.
قالوا: رضينا. وأقبل وجوههم وأشرافهم مع علي حتى دخلوا على عثمان وعاتبوه، فأعتبهم من كل شئ.
فقالوا: أكتب بهذا كتابا، فكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا كتاب من عبد الله عثمان أمير المؤمنين لمن نقم عليه من المؤمنين

(٩٠) أنساب الأشراف 5 / 63 64.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»