الغدير - الشيخ الأميني - ج ٦ - الصفحة ٣٩٩
كأن حسينا فيهم بدر هالة * كواكبها حول السماك حلول قضى ظاميا والماء طام تصده * شرار الورى عن ورده ونغول 80 وحز وريد السبط دون وروده * وغالته من أيدي الحوادث غول وآب جواد السبط يهتف ناعيا * وقد ملأ البيداء منه صهيل فلما سمعن الطاهرات نعيه * لراكبه والسرج منه يميل برزن سليبات الحلي نوادبا * لهن على الندب الكريم عويل بنفسي أخت السبط تعلن ندبها * على ندبها محزونة وتقول 85 : أخي يا هلالا غاب بعد طلوعه * وحاق به عند الكمال أفول أخي كنت شمسا يكسف الشمس نورها ويخسأ عنها الطرف وهو كليل وغصنا يروق الناظرين نضارة * تغشاه بعد الاخضرار ذبول وربعا يمير الوافدين ربيعه * تعاهده غب العهاد محول وعضبا رماه الدهر في دار غربة * وفي غربه للمرهفات (1) فلول 90 وضرغام غيل غيل من دون عرسه * ومخلبه ماضي الغرار (2) صقيل فلم أر دون الخدر قبلك خادرا * له بين أشراك الضباع حصول أصبت فلا ثوب المآثر صيب * ولا في ظلال المكرمات مقيل ولا الجود موجود ولا ذو حمية * سواك فيحمى في حماه نزيل ولا صافحت منك الصفاح محاسنا * ولا كاد حسن الحال منك يحول 95 ولا تربت منك الترائب في البلا * ولا غالها في القبر منك مغيل لتنظرنا من بعد عز ومنعة * تلوح علينا ذلة وخمول تعالج سلب الحلي عنا علوجها * وتحكم فينا أعبد ونغول وتبتز أهل اللبس عنا لباسنا * وتننزع أقراط لنا وحجول ترى أوجها قد غاب عنها وجيهها * وأعوزها بعد الكفاة كفيل 100

(1) العضب: السيف القاطع، والرجل الحديد الكلام. الغرب: الحدة. المرهف: المحدد المرقق الحد.
(2) الغرار: حد السيف.
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 » »»