الغدير - الشيخ الأميني - ج ٦ - الصفحة ٣٩٤
85 هوت مقبلة منه المحاسن والحسين * عنها بكرب الموت مشتغل تدافع الشمر عنه باليمين وبالشمال * تستر وجها شأنه الخجل تقول: يا شمر لا تعجل عليه ففي * قتل ابن فاطمة لا يحمد العجل أليس ذا ابن علي والبتول ومن * بجده ختمت في الأمة الرسل؟
هذا الإمام الذي ينمى إلى شرف * ذرية لا يداني مجدها زحل 90 إياك من زلة تصلى بها أبدا * نار الجحيم وقد يردي الفتى الزلل أبى الشقي لها إلا الخلاف وهل * يجدي عتاب لأهل الكفران عذلوا؟
ومر يحتز رأسا طالما لرسول * الله مرتشفا في ثغره قبل حتى إذا عاينت منه الكريم على * لدن يميل به طورا ويعتدل ألقت لفرط الأسى منها البنان على * قلب تقلب فيه الحزن والثكل 95 تقول: يا واحدا كنا نؤمله * دهرا فخاب رجانا فيه والأمل ويا هلالا علا في سعده شرفا * وغاب في الترب عنا وهو مكتمل أخي لقد كنت شمسا يستضاء بها * فحل في وجهها من دوننا الطفل وركن مجد تداعى من قواعده * والمجد منهدم البنيان منتقل وطرف سبق يفوت الطرف سرعته (1) * مذ أدرك المجد أمسى وهو معتقل 100 ما خلت من قبل ما أمسيت مرتهنا * بين اللئام وسدت دونك السبل أن يوغل اليوم في البازي إن ظفرت * ظفرا ولا أسدا يغتاله حمل (2) كلا ولا خلت بحرا مات من ظمأ * ومنه ري إلى العافين متصل فليت عينك بعد الحجب تنظرنا * أسرى تجاذبنا الأشرار والسفل يسيرونا على الأقتاب عارية * وزاجر العيس لا رفق ولا مهل 105 فليت لم تركو فانا ولا وخدت * بنا إلى ابن زياد الاينق الذلل إيها على حسرة في كل جانحة * ما عشت جايحة تعلو لها شعل أيقتل السبط ظمآنا ومن دمه * تروى الصوارم والخطية الذبل ويسكن الترب لا غسل ولا كفن * لكن له من نجيع النحر مغتسل

(1) الطرف: الكريم الطرفين من الناس والخيل.
(2) الحمل: الخروف أو الجذع من أولاد الضان. ج الحملان وأحمال.
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»