الغدير - الشيخ الأميني - ج ٦ - الصفحة ٣٧٧
قضت عطشا والماء طام فلم تجد * لها منهلا إلا دماء نحورها عراة عراها وحشة فأذاقها * وقد رميت بالهجر حر هجيرها ينوح عليها الوحش من طول وحشة * وتندبها الأصداء (1) عند بكورها سيسأل تيم عنهم وعديها * أوائلها ما أكدت لأخيرها 80 ويسأل عن ظلم الوصي وآله * مشير غواة القوم من مستشيرها وما جر يوم الطف جور أمية * على السبط إلا جرأة ابن أجيرها تقمصها ظلما فأعقب ظلمه * تعقب ظلم في قلوب حميرها فيا يوم عاشوراء حسبك إنك * المشوم وإن طال المدى من دهورها لأنت وإن عظمت أعظم فجعة * وأشهر عندي بدعة من شهورها 85 فما محن الدنيا وإن جل خطبها * تشاكل من بلواك عشر عشيرها بني الوحي هل من بعد خبرة ذي العلى * بمدحكم من مدحة لخبيرها كفى ما أتى في هل أتى من مديحكم * وأعرافها للعارفين وطورها إذا رمت أن أجلو جمال جميلكم * وهل حصر ينهى صفات حصورها تضيق بكم ذرعا بحور عروضها * ويحسدكم شحا عريض بحورها 90 منحتكم شكرا وليس بضايع * بضائع مدح منحة من شكورها أقيلوا عثاري يوم لا فيه عثرة * تقال إذا لم تشفعوا لعثورها فلي سيئات بت من خوف نشرها * على وجل أخشى عقاب نشورها فما مالك يوم المعاد بمالكي * إذا كنتم لي جنة من سعيرها وإني لمشتاق إلى نور بهجة * سنا فجرها يجلو ظلام فجورها 95 ظهور أخي عدل له الشمس آية * من الغرب تبدو معجزا في ظهورها متى يجمع الله الشتات وتجبر * القلوب التي لا جابر لكسيرها؟
متى يظهر المهدي من آل هاشم * على سيرة لم يبق غير يسيرها؟
متى تقدم الرايات من أرض مكة * ويضحكني بشرا قدوم بشيرها؟

(1) الأصداء جمع الصدى: أي الموتى يقال: هم اليوم أعداء وهم غدا أصداء. والصدى نوع من اليوم كما مر ص 365.
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»