الغدير - الشيخ الأميني - ج ٦ - الصفحة ٣٧٥
أبى الله إلا أن تراق دماؤنا * ونصبح نهبا في أكف نسورها وثابوا إلى كسب الثواب كأنهم * أسود الشرى في كرها وزئيرها تهش إلى الأقدام علما بأنها * تحل محل القدس عند مصيرها قضت فقضت من جنة الخلد سؤلها * وسادت على أحبارها بحبورها وهان عليها الصعب حين تأملت * إلى قاصرات الطرف بين قصورها 35 وما أنس لا أنسى (الحسين) مجاهدا * بنفس خلت من خلها وعشيرها يصول إذا زرق النصول تأوهت * لنزع قني أعجمت من صريرها (1) ترى الخيل في أقدامها منه ما ترى * محاذرة إن أمها من هصورها فتصرف عن بأس مخافة بأسه * كما جفلت كدر القطا من صقورها يفلق هاماة الكماة حسامه * له بدلا من جفنها وجفيرها (2) 40 فلا فرقة إلا وأوسع سيفه * بها فرقا أو فرقة من نفورها أجدك هل سمر العواسل تجتني * لكم عسلا مستعذبا من مريرها؟
أم استنكرت أنس الحياة نفاسة * نفوسكم فاستبدلت أنس حورها؟
بنفسي مجروح الجوارح آيسا * من النصر خلوا ظهره من ظهيرها بنفسي محزوز الوريد معفرا * على ظمأ من فوق حر صخورها 45 يتوق إلى ماء الفرات. ودونه * حدود شفار أحدقت بشفيرها قضى ظاميا والماء يلمع طاميا * وغودر مقتولا دوين غديرها هلال دجا أمسى بحد غروبها * غروبا على قيعانها ووعورها فيا لك مقتولا علت بهجة العلى * به ظلمة من بعد ضوء سفورها وقارن قرن الشمس كسف ولم تعد * نظارتها حزنا لفقد نظيرها 50 وأعلنت الأملاك نوحا وأعولت * له الجن في غيطانها وحفيرها وكادت تمور الأرض من فرط حسرة * على السبط لولا رحمة من مميرها

(1) وفي بعض النسخ:
يصول إذا زرق النصول تأودت * لقرع قسى أعجمت عن صريرها (2) الكماة جمع الكمي كغني: الشجاع أو لابس السلاح. الجفير: جعبة من جلود لا خشب فيها أو من خشب لا جلود فيها.
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»