الغدير - الشيخ الأميني - ج ٦ - الصفحة ٣٦٢
130 نصحوا غنوا غرسوا جنوا شادوا بنوا قربوا دنوا سكنوا النعيم فخلدوا حتى إذا انتهبت نفوسهم الضبا * من دون سيدهم وقل المسعد طافوا به فردا وطوع يمينه * متذلق ماضي الغرار مهند (1) (2) عضب بغير جفون هامات العدى * يوم الكريهة حده لا يغمد يسطو به ثبت الجنان ممنع * ماضي العزيمة دارع ومزرد 135 ندب متى ندبوه (3) كر معاودا * والأسد في طلب الفرايس عود فيروعهم من حد غرب حسامه * ضرب يقد به الجماجم أهود يا قلبه يوم الطفوف أزبرة * مطبوعة أم أنت صخر جلمد؟
فكأنه وجواده وسنانه * وحسامه والنقع داج أسود (4) فلك به قمر وراه مذنب * وأمامه في جنح ليل فرقد 140 في ضيق معترك تقاعص دونه * جرداء مائلة وشيظم أجرد فكأنما فيه مسيل دمائهم * بحر تهيجه الرياح فيزبد فكأن جرد الصافنات سفاين * طورا تعوم به وطورا تركد (5) حتى شفي بالسيف غلة صدره * ومن الزلال العذب ليس تبرد لهفي له يرد الحتوف ودونه * ماء الفرات محرم لا يورد 145 شزرا (6) يلاحظه ودون وروده * نار بأطراف الأسنة توقد ولقد غشوه فضارب ومفوق * سهما إليه وطاعن متقصد

(١) الذلق: الحد. التمذلق المحدد الطرف. الماضي فاعل من مضى مضاء السيف أي قطع. الغرار بالكسر: حد السيف. المهند: السيف المطبوع من حديد الهند.
(٢) العضب: السيف القاطع، ويقال: سيف عضب أي قاطع. والعضب: الرجل الحديد الكلام (٣) الندب: السريع إلى الفضائل. الظريف النجيب. ندب فلانا للأمر أو إليه دعاه و وجهه إليه.
(4) هذا البيت وما بعده في بعض النسخ يوجد كذا:
فكأنه وجواده وسنان صعدته * وليل النقع داج أسود قمر به فلك يمر يؤمه * متقدما في جنح ليل فرقد (5) الجرد بفتح الجيم: الترس. الصافنات جمع الصافن من صفن الفرس: قام على ثلاث قوائم وطرف حافر الرابعة. تعوم: تسير.
(6) شزر: نظر بجانب عينه مع إعراض أو غضب.
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»