وقد روى جميع أهل السير والأخبار: أن عائشة لما انتهت في مسيرها إلى الحوأب، وهو ماء لبني عامر بن صعصعة، نبحتها الكلاب حتى نفرت صعاب إبلها، فقال قائل من أصحابها: ألا ترون ما أكثر كلاب الحوأب وأشد نباحها.
فأمسكت أم المؤمنين بزمام بعيرها وقالت: وإنها لكلاب الحوأب؟! ردوني ردوني فإني سمعت رسول الله يقول. وذكرت الحديث.
فقال لها قائل: مهلا يرحمك الله فقد جزنا ماء الحوأب: فقالت: هل من شاهد؟ فلفقوا لها خمسين أعرابيا جعلوا لهم جعلا، فحلفوا لها إن هذا ليس بماء الحوأب (1) فسارت لوجهها حتى انتهت إلى حفر أبي موسى قريبا من البصرة (658).