النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٨٥
بمنزلة هارون من موسى (115) شاهد حق تشرق بشهادته أنوار اليقين وليس بعد اليقين غاية يطلبها الحاكم في المرافعات ولهذا جعل رسول الله صلى الله عليه وآله شهادة خزيمة بن ثابت كشهادة عدلين (116)، ولعمر الله أن عليا أولى بهذا من خزيمة وغيره وأحق بكل فضيلة من سائر أبدال المسلمين.
ولو تنازلنا فسلمنا أن شهادة علي كشهادة رجل واحد من عدول المؤمنين فهلا استحلف أبو بكر فاطمة الزهراء بدلا عن الشاهد الثاني، فإن حلفت وإلا رد دعواها، ما رأيناه فعل ذلك! وإنما رد الدعوى ملغيا شهادة علي وأم أيمن (117) وهكذا كما ترى مما لم يكن بالحسبان! بينا كان علي عدل

(١١٥) كما سوف يأتي مع مصادره.
(١١٦) شهادة خزيمة بشهادتين:
راجع شرح النهج لابن أبي الحديد ج ١٦ / ٢٧٣، فدك للقزويني ص ٥٢، الإصابة ج ١ / ٤٢٥، الاستيعاب بذيل الإصابة ج ١ / ٤١٦، أسد الغابة ج ٢ / ١١٤، كنز العمال ج ١٣ / ٣٧٩ - ٣٨٠، مسند أحمد بن حنبل ج ٥ / ١٨٩ ط ١.
(١١٧) هي مولاة النبي صلى الله عليه وآله وحاضنته اسمها بركة بنت ثعلبة وكان صلى الله عليه وآله يقول:
أم أيمن أمي بعد أمي. وكان إذا نظر إليها يقول: هذا بقية أهل بيتي. وقد أخبر عنها (كما في ترجمتها من الإصابة) أنها من أهل الجنة. وترجم لها ابن حجر في إصابته، وابن عبد البر في استيعابه وكل من ترجم للصحابة من أهل المعاجم فأثنوا عليها بامتيازها في الدين والعقل وحسن السيرة، وابنها أيمن استشهد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة خيبر فأحتسبته عند الله صابرة تبتغي الأجر والمثوبة (منه قدس).
شهادة علي وفاطمة وأم أيمن لفاطمة الزهراء:
شرح النهج لابن أبي الحديد ج ١٦ / ٢١٤ و ٢١٦ و ٢٢٥، فدك للقزويني ص ٤٥ السيرة الحلبية ج ٣ / ٣٩٠، معجم البلدان للحموي ج ٤ / ٢٣٩، وفاء الوفاء ج ٣ / ٩٩٩ و ١٠٠٠، فتوح البلدان للبلاذري ص ٤٤.
كفاية شاهد ويمين: صحيح مسلم ك الأقضية ب - ٢ - ج ٣ / ١٣٣٧، كنز العمال ج ٣ / 23 ح 17786.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»