أجوبة مسائل جار الله - السيد شرف الدين - الصفحة ١٦٧
عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:
صلى بنا النبي صلى الله عليه وآله الظهر أو العصر، وساق حديث ذي اليدين. وأخرج مسلم في باب السهو في الصلاة والسجود له من صحيحه (1) عن محمد بن سيرين، قال: سمعت أبا هريرة يقول: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله إحدى صلاتي العشي أما الظهر وأما العصر وساق الحديث، وقد ارتبك الإمام الطحاوي في هذه الأحاديث لبنائه على صحتها مع جزمه بما جزم به الإمام الزهري من أن ذا اليدين إنما هو ذو الشمالين حليف بني زهرة المستشهد في بدر قبل إسلام أبي هريرة بأكثر من خمس سنين، فلا يمكن اجتماعهما في الصلاة أبدا، لذلك اضطر إلى التأويل فحمل - كما في ص 266 من الجزء الثالث من إرشاد الساري للقسطلاني - قول أبي هريرة في هذه الأحاديث صلى بنا على المجاز، وأن المراد صلى بالمسلمين.
والجواب: إنه قد ثبت عن أبي هريرة النص الصريح بحضوره على وجه لا يقبل التأويل أبدا، وحسبك ما أخرجه مسلم في باب السهو في الصلاة والسجود له من صحيحه (2)

(١) ص ٢١٥ من جزئه الأول (2) ص 216 من جزئه الأول.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 » »»