عنقه وصلب في السبخة ثم دعا ابن زياد بجندب بن عبد الله الأزدي وكان شيخا فقال يا عدو الله الست صاحب أبي تراب قال بلى لا اعتذر منه قال ما أراني الا متقربا إلى الله بدمك قال اذن لا يقربك الله منه بل يباعدك قال شيخ قد ذهب عقله وخلى سبيله (ولما) أصبح ابن زياد أمر برأس الحسين عليه السلام فطيف به في سكك الكوفة كلها وقبائلها " فروي " عن زيد بن أرقم أنه قال مر به علي وهو على رمح وانا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ (أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) فقف والله شعري وناديت رأسك والله يا ابن رسول الله أعجب واعجب ولما فرغ القوم من التطواف به في الكوفة ردوه إلى باب القصر ويحق التمثل هن بقول بعض الشعراء يرثي قتيلا من آل رسول الله صلى الله عليه وآله رأس ابن بنت محمد ووصيه * للناظرين على قناة يرفع والمسلمون بمنظر وبسمع * لا منكر منهم ولا متفجع كحلت بمنظرك العيون عماية * واصم رزؤك كل اذن تسمع أيقظت أجفانا وكنت لها كرى * وأنت عينا لم تكن بك تهجع ما روضة الا تمنت انها * لك حفرة ولخط قبرك مضجع ثم إن ابن زياد نصب الرؤوس كلها بالكوفة على الخشب وهي أول رؤوس نصبت في الاسلام بعد رأس مسلم بن عقيل
(٢١٤)