ربيعة وقد انهزم عنه أصحابه وهو يناديهم ويحرضهم على القتال ويقول إنما تقاتلون من خرج من الاسلام فاجتمع إليه جماعة فقاتلوا معه واشتد القتال وخرج رجل من أهل العراق يعترض الناس بسيفه وهو يقول برئت من دين المحكمينا * وذاك فينا شر دين دينا ثم انهزم أهل الشام وقتل أميرهم ربيعة فسار المنهزمون ساعة فلقيهم عبد الله الخثعمي الأمير الثاني لأهل الشام في ثلاثة آلاف فرد معه المنهزمين وجاء إلى الموضع الذي فيه أصحاب المختار فباتوا ليلتهم يتحارسون فلما أصبحوا يوم عيد الأضحى خرجوا إلى القتال واقتتلوا قتالا شديدا ثم نزلوا فصلوا الظهر ثم عادوا إلى القتال فانهزم أهل الشام هزيمة قبيحة وقتلوا قتلا ذريعا وحوى أهل العراق عسكرهم حتى انتهوا إلى أميرهم عبد الله فقتلوه وأسروا منهم ثلاثمائة أسير فأمر يزيد بن انس بقتلهم وهو في آخر رمق فقتلوا ثم مات آخر النهار فدفنه أصحابه وكسر قلوبهم موته وكان قد استخلف عليهم ورقاء بن عازب الأسدي فقال لأصحابه ماذا ترون انه بلغني أن ابن زياد قد اقبل إليكم في ثمانين ألفا واني لا أرى لنا بأهل الشام طاقة فلو انصرفنا من تلقاء أنفسنا لقالوا إنما رجعنا عنهم لموت أميرنا ولم يزالوا لنا هائبين فقالوا نعم ما رأيت فانصرفوا فبلغ ذلك المختار
(٥٩)