فقال المختار أتأتينا أو نأتيك في أمرنا فقال إبراهيم بل انا آتيك كل يوم ودعا بفاكهة وشراب من عسل فأكلوا وشربوا وخرجوا فخرج معهم ابن الأشتر وركب مع المختار ثم رجع إبراهيم ومعه الشعبي إلى دار إبراهيم فقال له يا شعبي اني قد رأيتك لم تشهد أنت ولا أبوك افتري هؤلاء شهدوا على حق قال له الشعبي قد شهدوا على ما رأيت وهم سادة القراء ومشيخة الصر وفرسان العرب ولا أرى مثل هؤلاء يقولون الا حقا قال الشعبي قلت له هذه المقالة وانا والله لهم على شهادتهم متهم غير أنه يعجبني الخروج وانا أرى رأي القوم وأحب تمام ذلك الامر فلم اطلعه على ما في نفسي ثم كتب إبراهيم أسماءهم وتركها عنده " وكان " إبراهيم رحمه الله تعالى ظاهر الشجاعة وارى زناد الشهامة نافذ حد الصرامة مشمرا في محبة أهل البيت عن ساقيه متلقيا غاية النصح لهم بكلتا يديه فجمع عشيرته وإخوانه ومن اطاعه واقبل يختلف إلى المختار كل عشية عند المساء في نفز من مواليه وخدمه يدبرون أمورهم فيبقون عامة الليل " وكان " حميد بن مسلم الأسدي صديقا لإبراهيم بن الأشتر فكان يذهب به معه إلى المختار واجتمع رأيهم على أن يخرجوا ليلة الخميس لأربع عشرة بقيت من ربيع الأول وقيل الاخر سنة ست وستين فلما كانت ليلة الثلاثاء وقيل الأربعاء عند المغرب قام إبراهيم فاذن وصلى المغرب
(٤٣)