وحلف به: لئن ظهر هذا الحديث لأقتلنك.
فلما فرغ قال: إذا أتيت المدينة فقف عند قبر محمد صلى الله عليه وآله وقل: يا محمد فعلت وصنعت وموهت على الناس في حياتك، ثم أمرتهم بزيارتك بعد مماتك! وكلام نحو هذا فسقط في يدي لما أتيته فلم أعلم انه يرى رأى الكفار، ثم سرت فحججت وعدت حتى أتيت المدينة وزرت رسول الله صلى الله عليه وآله وهبته أن أقول ما قال لي، وبقيت أياما حتى إذا كان ليلة مسيرنا فذكرت يميني بالمصحف، فوقفت أمام القبر فقلت: يا رسول الله!
حاكي الكفر ليس بكافر، قال لي المقلد بن المسيب: كذا وكذا.
ثم استعظمت ذلك أي خفت فزمعت منه فأتيت رحلي ورفاقتي ورميت نفسي و تدثرت وصرت كالمحموم فلما تهور الليل رأيت في منامي رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام وبيد علي عليه السلام سيف وبينهما رجل قائم عليه إزار ديبقي أبيض بطراز أحمر، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فلان اكشف وجهه فكشفته، فقال: تعرفه؟ قلت: نعم، قال: من هو؟ قلت المقلد بن المسيب، قال: يا علي اذبحه فأمر السيف على نحره فذبحه و رفعه فمسحه بالإزار على صدره مسحتين فأثر الدم فيه خطين.
ثم انتبهت مرعوبا ولم أكن أخبرت أحدا فتداخلني أمر عظيم حتى أخبرت صاحبي، وكتب شرح المنام وأرخ الليلة ولم نعلم به ثالثا وسرنا حتى أتينا الكوفة و يممنا إلى شفاثا وجئنا الأنبار، فوجدنا الأمير قد قتل: أصبح مذبوحا في فراشه