بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٣ - الصفحة ٨
ويتدبر في وجوه معانيها ويلحق كل حديث بموضعه المناسب أو مواضعه المتناسبة من هذا الفهرس القيم الذي تناهى رقم كتبها إلى ارفع وأربعين كتابا وأرقام أبوابها إلى 2848 بابا.
فقد كان - قدس الله لطيفه - يتحمل أعباء هذا الثقل الفادح بنفسه الشريف، ويستمر على مطالعة الكتب وترقيم أبوابها وأحاديثها، وتكميل هذا الفهرس القيم البديع لها، مع ماله من المشاغل الكثيرة التي تنوء بالعصبة اولي القوة، حتى تم له الشراف على عشرة من مصنفات أصحابنا رضوان الله عليهم أجمعين - على ما ياره المطالع البصير في طي هذا الجزء.
شروعه في تأليف البحار:
وبعد ما تم له ذلك، بداله - قدس سره - ان الأحسن الأليق مع مقاساة هذه المتاعب والشدائد وبعد هذا التتبع التام في تحصيل المصادر وسبرها ومطالعتها، تأليف جامع ديني علمي واسع النطاق، حسب ما ابتدع في هذا الفهرس القيم البديع بان يخرج في كل باب من هذه الأبواب لفظ الحديث ليكون النفع أتم، وبركاته أعم وأشمل، والفوائد أكمل وأجزل (1) فشمر عن ساق الجد والاجتهاد، و

(1) وذلك لان هذا الفهرس البديع مع نفاسته ومسيس الحاجة التامة إليه، لم يكن لينتفع به الا به الا الخواص من العلماء المتتبعين، بل ولا ينتفعون به الا بعد تحصيل هذه النسخ الكثيرة المختلفة، وترقيم أبوابها وفصولها حسب ما رقمه المصنف العلامة المجلسي في فهرسه هذا، ليسهل لهم المراجعة إليها.
وهذا العمل في تلك الآونة لم تكن صنعة الطباعة دائرة، وإنما يتداولون الكتب باستنساخها واحدة واحدة كان يعسر على المتتبعين الباحثين، كيف وعلى عامة العلماء و الطلاب والمذكرين الذين يضيق صدرهم من تحمل أقل قليل من هذه المتاعب في سبيل الثقافة والعلم.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة