بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٣ - الصفحة ٧
استوعب شتى نواحي الفنون فرسم لكل علم كتابا ولكل فن من فنونه أبوابا جامعة لا تشذ عنها اي شاذ.
فمع انها ذات نظم وترتيب حسن، متسقة الأبواب والفصول، منتظمة المقاصد و المطالب، سهل الموارد والمصادر، يشتمل على بديع كتب ابتدعها مؤلفه العلامة - رضوان الله عليه - بحسن فكرته وثاقب نظرته، وهي كتاب العدل والمعاد، كتاب السماء والعالم، كتاب الفتن، إلى غير ذلك من الفوائد الطريفة والعوائد الثمينة.
مقايسة بين البحار وهذا الفهرس:
فإذا نظر المتتبع المتضلع إلى عناوين هذه الكتب المتنوعة ومواضيع الأبواب المتناسقة، ثم راجع فهرس البحار قابل بينهما، لا يرى اختلافا بارزا الا بالقديم والتأخير والجمع والتفصيل: ففي هذا الفهرس العام يقع كتاب السماء والعالم بعد كتاب المعاد خامس الكتب وفي الكتاب الكبير بحار الأنوار صار مجلدا واسعا متسع النطاق (المجلد الرابع عشر).
وهكذا كتاب الإمامة بعد ما كان في هذا الفهرس القيم مندرجا في كتاب أحوال أمير المؤمنين (عليه السلام) كالمقدمة له، صار في كتابه بحار الأنوار مجلدا كبيرا برأسه (المجلد السابع) وهكذا كتاب أحوال الصحابة والتابعين من هذا الفهرس الحق في البحار بكتاب أحوال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (المجلد السادس) ومثله احتجاجات الأئمة (عليهم السلام) بعد ما كان في هذا الفهرس كالمقدمة لكتاب أحوال أمير المؤمنين (عليه السلام) صار في بحار الأنوار مجلدا برأسه (المجلد الرابع) وغير ذلك مما سنشير إليها في الفهرس آخر الكتاب.
سيرته في ترتيب الفهرس:
لكنه - رضوان الله عليه - عمد أولا إلى المصادر المعتبرة التي لم تكن تقصر عنده من الصحاح فاختار من كل واحدة منها نسخة مصححة مهذبة (1) وابتدع لكل كتاب منها رمزا ورقم أبوابها وفصولها بالأرقام الهندسية، وهكذا رقم أحاديثها بابا على حدة، ثم اخذ يطالع كل كتاب بدقة ويسبر كل حديث بتأمل

(1) راجع تعريف تلك النسخ في مقدمة البحار الفصل الأول والثاني.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة