كل عصر حتى أنا رأينا رسالة من الشيخ شرف الدين أبي عبد الله الحسين بن أبي القاسم بن الحسين العودي الأسدي الحلي المعاصر للمحقق رحمه الله تعالى في رد ما أجاب به المحقق عمن سئله عن إثبات المعدوم هل هو حق أم لا؟ والمعتقد لذلك هل يحكم بالكفر أو الفسق، وهل يجوز أن يعطى شيئا من الزكاة أم لا؟ فأساء فيها الأدب بل نسبه في مواضع إلى الكفر.
وقال في أول كلامه: وقفت على الجواب الذي أجاب به أبو القاسم جعفر بن سعيد رحمه الله عن معتقد إثبات المعدوم هل هو مؤمن أو كافر، فرأيته قد تخطى الصواب وتعداه، وتعاما عن الحق وتناساه فأحببت أن أبين فيه غلطه، وأكشف للناظرين سقطه وما فعلت ذلك إلا تقربا إلى الله تعالى، بخلاص المفتى عن تقليد المستفتى، في اعتقاده الباطل بفتياه، وخلاص المستفتى من اتباع المفتى بما به من الباطل أغواه الخ ولولا قوله تعالى " وإذا مروا باللغو مروا كراما " لجازيته ببعض مقالته، و اعتديت عليه بمثل إسائته، وكفى به وبكتابه وبقرينه الشيخ العودي خمولا، وعدم ذكر لهما بين الأصحاب وتصانيفهم، نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وزيغ قلوبنا وغل صدورنا، وسيئات أعمالنا.
واعلم أنه ربما يوجد في ظهر بعض كتب الأدعية، والمواضع الغير المعتبرة أن العلامة المجلسي ره قرء في بعض الليالي الجمع هذا الدعاء " الحمد لله من أول الدنيا إلى فنائها، ومن الآخرة إلى بقائها، الحمد لله على كل نعمة، أستغفر الله من كل ذنب وأتوب إليه، يا أرحم الراحمين ".
ثم لما كان في ليلة الجمعة الأخرى وأراد قراءة الدعاء المذكور، نودي من فوقه أو من وراء البيت: إن الملائكة لم يفرغوا إلى الآن من كتابة ثواب هذا الدعاء منذ قرأته في ليلة الجمعة الماضية.
وهذا الدعاء غير مذكور في أدعية ليلة الجمعة، من صلاة البحار، وربيع الأسابيع له رحمه الله، وجمال الأسبوع، للسيد علي بن طاوس، وكتب الكفعمي وغيرها، ولا نقل هذه الكرامة تلامذته، ولا ذريته الفضلاء الذين بنوا على استقصاء