بيان: لعل اختلافات هذه الأخبار في قدر الفضل والثواب محمولة على اختلاف الأشخاص والأعمال وقلة الخوف والمسافة وكثرتهما، فان كل عمل من أعمال الخير يختلف ثوابها باختلاف مراتب الاخلاص والمعرفة والتقوى وساير الشرايط التي توجب كمال العمل، على أنه يظهر من كثير من الأخبار أنهم كانوا يراعون أحوال السائل في ضعف إيمانه وقوته لئلا يصير سببا " لانكاره وكفره وأنهم كانوا يكلمون الناس على قدر عقولهم.
84 (أقول: وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشهيد رفع الله درجته نقلا من مصباح الشيخ أبي منصور طاب ثراه قال: روي أنه دخل النبي صلى الله عليه وآله يوما " إلى فاطمة عليها السلام فهيأت له طعاما من تمر وقرص وسمن فاجتمعوا على الأكل هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فلما أكلوا سجد رسول الله صلى الله عليه وآله وأطال سجوده ثم بكى ثم ضحك ثم جلس وكان أجرأهم في الكلام علي عليه السلام فقال: يا رسول الله رأينا منك اليوم ما لم نره قبل ذلك فقال صلى الله عليه وآله: إني لما أكلت معكم فرحت وسررت بسلامتكم واجتماعكم فسجدت لله تعالى شكرا ".
فهبط جبرئيل عليه السلام يقول: سجدت شكرا " لفرحك بأهلك؟ فقلت: نعم فقال:
ألا أخبرك بما يجري عليهم بعدك؟ فقلت: بلى يا أخي يا جبرئيل فقال: أما ابنتك فهي أول أهلك لحاقا بك بعد أن تظلم ويؤخذ حقها وتمنع إرثها ويظلم بعلها ويكسر ضلعها وأما ابن عمك فيظلم ويمنع حقه ويقتل، وأما الحسن فإنه يظلم ويمنع حقه ويقتل بالسم، وأما الحسين فإنه يظلم ويمنع حقه وتقتل عترته وتطؤه الخيول وينهب رحله وتسبى نساؤه وذراريه ويدفن مرملا بدمه ويدفنه الغرباء.
فبكيت وقلت وهل يزوره أحد؟ قال يزوره الغرباء قلت: فما لمن زاره من الثواب؟ قال: يكتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة كلها معك، فضحك) (1).