بمسكنة لا تجبرها، اللهم اضرب بالذل نصب عينيه، وأدخل عليه الفقر في منزله والعلة والسقم في بدنه، حتى تشغله عني بشغل شاغل لا فراغ له وأنسه ذكري كما أنسيته ذكرك، وخذ عني بسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وقلبه وجميع جوارحه، وأدخل عليه في جميع ذلك السقم ولا تشفه، حتى تجعل ذلك شغلا " شاغلا " به عني وعن ذكرى.
واكفني يا كافي ما لا يكفي سواك، فإنك الكافي لا كافي سواك، ومفرج لا مفرج سواك، ومغيث لا مغيث سواك، وجار لا جار سواك، خاب من كان جاره سواك ومغيثه سواك ومفزعه إلى سواك، ومهربه وملجأه إلى غيرك، ومنجاه من مخلوق غيرك، فأنت ثقتي ورجائي ومفزعي ومهربي وملجأي ومنجاي، فبك أستفتح وبك أستنجح، وبمحمد وآل محمد أتوجه إليك وأتوسل وأتشفع.
فأسئلك يا الله يا الله يا الله، فلك الحمد ولك الشكر وإليك المشتكى وأنت المستعان، فأسئلك يا الله (يا الله يا الله) بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تكشف عني غمي وهمي وكربي في مقامي هذا، كما كشفت عن نبيك همه وغمه وكربه، وكفيته هول عدوه، فاكشف عني كما كشفت عنه، وفرج عني كما فرجت عنه، واكفني كما كفيته، واصرف عني هول ما أخاف هوله، ومؤنة ما أخاف مؤنته، وهم ما أخاف همه. بلا مؤنة على نفسي من ذلك واصرفني بقضاء حوائجي، وكفاية ما أهمني همه من أمر آخرتي ودنياي.
يا أمير المؤمنين عليك مني سلام الله أبدا " ما بقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد من زيارتكما، ولا فرق بيني وبينكما، اللهم أحيني حياة محمد و ذريته، وأمتني مماتهم، وتوفني على ملتهم، واحشرني في زمرتهم، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين أبدا " في الدنيا والآخرة.
يا أمير المؤمنين ويا أبا عبد الله أتيتكما زائرا " ومتوسلا " إلى الله ربي وربكما متوجها " إليه بكما، ومستشفعا " بكما إلى الله في حاجتي هذه، فاشفعا لي، فان لكما عند الله المقام المحمود، والجاه الوجيه، والمنزل الرفيع، والوسيلة.