وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثارنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
أقول: وقد مضى هذا الدعاء في بعض مواضع العبادات وإنما ذكرنا ههنا لأنه في هذه - ليلة نصف شعبان - من المهمات.
أقول: وفي رواية أخرى في فضل هذه المائة ركعة كل ركعة بالحمد مرة وعشر مرات قل هو الله أحد ما وجدناه قال راوي الحديث ولقد حدثني ثلاثون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أنه من صلى هذه الصلاة في هذه الليلة نظر الله إليه سبعين نظرة، وقضى له بكل نظره سبعين حاجة أدناها المغفرة، ثم لو كان شقيا فطلب السعادة لأسعده الله " يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " ولو كان والداه من أهل النار و دعا لهما اخرجا من النار بعد أن لا يشركا بالله شيئا، ومن صلى هذه الصلاة قضى الله له كل حاجة طلب وأعد له في الجنة ما لا عين رأت، ولا اذن سمعت.
والذي بعثني بالحق نبيا من صلى هذه الصلاة يريد بها وجه الله تعالى جعل الله له نصيبا في أجر جميع من عبد الله تلك الليلة، ويأمر الكرام الكاتبين أن يكتبوا له الحسنات ويمحو عنه السيئات، حتى لا يبقى له سيئة، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى منزله من الجنة، ويبعث الله إليه ملائكة يصافحونه ويسلمون عليه، و يخرج يوم القيامة مع الكرام البررة، فان مات قبل الحول مات شهيدا، ويشفع في سبعين ألفا من الموحدين، فلا يضعف عن القيام تلك الليلة إلا شقي.
إن قيل: ما تأويل أن ليلة نصف شعبان يقسم الأرزاق والآجال، وقد تظاهرت الروايات أن قسم الآجال والأرزاق ليلة القدر في شهر رمضان؟
فالجواب: لعل المراد أن قسمة الآجال والأرزاق يحتمل أن يمحى ويثبت ليلة نصف شعبان، والآجال والأرزاق المحتومة ليلة القدر، أو لعل قسمتها في علم الله جل جلاله ليلة نصف شعبان وقسمتها بين عباده ليلة القدر، أو لعل قسمتها في اللوح المحفوظ ليلة نصف شعبان وقسمتها بتفريقها بين عباده ليلة القدر أو لعل قسمتها في ليلة القدر وفي ليلة النصف من شعبان، أن يكون معناه الوعد