بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٥ - الصفحة ٣٢٤
يرتكب. وإما أن تكون منه ومن العبد - وليست كذلك - فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف. وإما أن تكون من العبد - وهي منه - فإن عفا فبكرمه وجوده. وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته. قال أبو حنيفة: فانصرفت ولم ألق أبا عبد الله عليه السلام واستغنيت بما سمعت.
24 - وقال له أبو أحمد الخراساني: الكفر أقدم أم الشرك (1)؟ فقال عليه السلام له: مالك ولهذا ما عهدي بك تكلم الناس. قلت: أمرني هشام بن الحكم (2) أن أسألك. [ف‍] - قال: قل له: الكفر أقدم، أول من كفر إبليس " أبى واستكبر وكان من الكافرين (3) " والكفر شئ واحد والشرك يثبت واحدا ويشرك معه غيره.
25 - ورأي رجلان يتسابان فقال عليه السلام: البادي أظلم ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يعتد المظلوم.
26 - وقال عليه السلام: ينادي مناد يوم القيامة: ألا من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا من عفا، وأصلح فأجره على الله.
27 - وقال عليه السلام: السخي الحسن الخلق في كنف الله، لا يتخلى الله عنه حتى يدخله الجنة. وما بعث الله نبيا إلا سخيا. وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن الخلق حتى مضى.
28 - وقال السندي بن شاهك - وكان الذي وكله الرشيد بحبس موسى عليه السلام - لما حضرته الوفاة: دعني أكفنك. فقال عليه السلام: إنا أهل بيت، حج صرورتنا (4) ومهور نسائنا وأكفاننا من طهور أموالنا.

(١) رواه الكليني في الكافي ج ٢ ص ٣٨٥ عن موسى بن بكر الواسطي والعياشي في تفسيره. عنه قال: سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن الكفر والشرك أيهما أقدم - إلى آخر الآية -.
(٢) وكذا في تفسير العياشي ولكن في الكافي " هشام بن سالم ".
(٣) البقرة: ٣٢.
(4) الصرور - بالصاد المهملة - الذي لم يتزوج أو لم يحج.
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست