بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٧٥
بيان:
روي أنه عليه السلام خطب بهذه الخطبة بعد فراغه من أمر الخوارج، بالنهروان فحمد الله وأثنى عليه وقال:
أما بعد فإن الله تعالى قد أحسن نصركم، فتوجهوا من فوركم هذا إلى عدوكم من أهل الشام.
فقالوا له: قد نفدت نبالنا، وكلت سيوفنا، ارجع بنا إلى مصرنا لنصلح عدتنا، ولعل أمير المؤمنين يزيد في عددنا مثل من هلك منا لنستعين به.
فأجابهم: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين) [21 / المائدة: 5]. فتلكأوا عليه وقالوا:
إن البرد شديد. فقال [لهم]: إنهم يجدون البرد كما تجدون، ثم تلا قوله تعالى (قالوا: يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) [22 / المائدة: 5].
فقام ناس منهم واعتذروا بكثرة الجراح في الناس، وطلبوا [منه] أن يرجع بهم إلى الكوفة أياما ثم يخرج [بهم].
فرجع بهم غير راض [بما اقترحوا] وأنزلهم النخيلة، وأمرهم أن يلزموا معسكرهم، ويقلوا زيارة أهلهم، فلم يقبلوا ودخلوا الكوفة حتى لم يبق معه إلا قليل، فلما رأى ذلك دخل الكوفة فخطب الناس فقال:
أيها الناس! استعدوا لقتال عدو في جهادهم القربة إلى الله، ودرك الوسيلة عنده، قوم حيارى عن الحق لا يبصرونه، موزعين بالجور والظلم لا يعدلون به، وجفاة عن الكتاب، نكب عن الدين، يعمهون في الطغيان، ويتسكعون في غمرة الضلالة، فأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل،
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395