بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٦٦
فإن أصبتم منهم طرفا أنكلتموهم عن العراق أبدا ما بقوا. ثم سكت رجاء أن يجيبوه بشئ، فلما رأى صمتهم نزل وخرج يمشي راجلا حتى أتى النخيلة والناس يمشون خلفه، حتى أحاط به قوم من أشرافهم وقالوا: ترجع يا أمير المؤمنين ونحن نكفيك.
فقال: ما تكفوني ولا تكفون أنفسكم. فلم يزالوا به حتى ردوه إلى منزله.
فبعث سعيد بن قيس الهمداني في ثمانية آلاف في طلب سفيان، فخرج حتى انتهى إلى أداني أرض قنسرين ورجع.
وكان عليه السلام في ذلك الوقت عليلا لا يقوى على القيام في الناس بما يريده من القول، فجلس بباب السدة التي تصل إلى المسجد ومعه الحسن والحسين عليهما السلام وعبد الله بن جعفر، ودعا سعيدا مولاه فدفع إليه كتابا كتب فيه هذه الخطبة، وأمره أن يقرأه على الناس بحيث يسمع ويسمعونه.
وفي رواية المبرد أنه لما انتهى إليه ورود خيل معاوية الأنبار وقتل حسان، خرج مغضبا يجر رداءه حتى أتى النخيلة ومعه الناس ورقا رباوة من الأرض، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم ذكر الخطبة.
ولنرجع إلى الشرح والبيان:
قوله عليه السلام: " باب من أبواب الجنة " روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: للجنة باب يقال له باب المجاهدين، يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف والملائكة ترحب بهم.
وفي الكافي: " لخاصة أوليائه، وسوغهم كرامة منه لهم، ونعمة ذخرها، والجهاد لباس التقوى " فقوله عليه السلام: " نعمة " عطف على " باب " أو على " كرامة ".
قوله عليه السلام: " وهو لباس التقوى " أي: به يتقى في الدنيا من غلبة
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395