وقال فيه يوم الطير: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك فلما دخل قال:
وإلي وإلي.
وقال فيه يوم النضير: علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله.
وقال فيه: علي وليكم بعدي. وأكد القول علي وعليك وعلى جميع المسلمين وقال: إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي.
وقال أنا مدينة العلم وعلي بابها.
وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد، كقوله تعالى: " يوفون بالنذر " [7 / الدهر، وكقوله]: " إنما وليكم الله ورسوله " [55 / المائدة، وكقوله]: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " [17 / هود، وكقوله]: " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " [23 / الأحزاب، وكقوله]:
" قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " [23 / الشورى].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما ترضى أن يكون سلمك سلمي وحربك حربي وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أحبك أدخله الله الجنة ومن أبغضك أدخله الله النار.
وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل ودين والسلام.
فكتب إليه معاوية يعرض عليه الأموال والولايات وكتب في آخر كتابه:
جهلت ولم تعلم محلك عندنا * فأرسلت شيئا من خطاب وما تدري فثق بالذي عندي لك اليوم آنفا * من العز والاكرام والجاه والنصر فاكتب عهدا ترتضيه مؤكدا * وأشفعه بالبذل مني وبالبر فكتب إليه عمرو بأبيات - ليس بالشعر الجيد - يطلب فيها مصر (1) [وأولها:]