ولعل الأنسب على تقدير الجواب أن يقال: لو أطعتموني لما أصابتكم حسرة وندامة أو لكان حسنا ونحوهما ويحتمل أن يكون [لو] للتمني فلا يحتاج إلى تقدير جواب على بعض الأقوال.
وقال في القاموس: الانتباذ: التنحي وتحيز كل من الفريقين في الحرب كالمنابذة.
قوله عليه السلام: " حتى ارتاب الناصح " لعله محمول على المبالغة أي لو كان ناصح غيري لارتاب.
قوله عليه السلام: " وضن الزند بقدحه " الزند: العود الذي يقدح به النار. قيل هو مثل يضرب لمن يبخل بفوائده إذا لم يجد لها قابلا عارفا بحقها.
وأخو هوازن هو الدريد بن الصمة والبيت من قصيدة له في الحماسة وقصته أن أخاه عبد الله بن الصمة غزا بني بكر بن هوازن فغنم منهم واستاق إبلهم فلما كان بمنعرج اللوى قال: والله لا أبرح حتى أنحر النقيعة وهي ما ينحر من النهب قبل القسمة فقال أخوه: لا تفعل فإن القوم في طلبك وأبى عليه وأقام ونحر النقيعة وبات فلما أصبح هجم القوم عليه وطعن عبد الله بن الصمة فاستغاث بأخيه دريد فنهنه عنه القوم حتى طعن هو أيضا وصرع وقتل عبد الله وحال الليل بين القوم فنجا دريد بعد طعنات وجراح فأنشد القصيدة ومطابقة المثل للمضرب ظاهرة.
569 - أقول: وجدت في بعض نسخ نهج البلاغة من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام:
جفاة طغام عبيد أقزام جمعوا من كل أوب وتلقطوا من كل شوب ممن ينبغي أن يفقه ويؤدب ويعلم ويدرب ويولى عليه ويؤخذ على يديه ليسوا من المهاجرين والأنصار ولا من الذين تبوؤا الدار.