وصيي وأنت وزيري وأنت وارثي وأنت تقاتل على سنتي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ولك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه أهله وتظاهروا عليه وكادوا يقتلونه فاصبر لظلم قريش إياك وتظاهرهم عليك فإنها ضغائن في صدور قوم [لهم] أحقاد بدر وتراث أحد وإن موسى أمر هارون حين استخلفه في قومه إن ضلوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم بهم فإن لم يجد أعوانا أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم فافعل أنت كذلك إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم وإن لم؟ جد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك فإنك إن نابذتهم قتلوك واعلم انك إن لم تكف يدك وتحقن دمك إذا لم تجد أعوانا تخوفت عليك أن يرجع الناس إلى عبادة الأصنام والجحود بأني رسول الله فاستظهر بالحجة عليهم ودعهم ليهلك الناصبون لك والباغون عليك ويسلم العامة والخاصة فإذا وجدت يوما أعوانا على إقامة كتاب الله والسنة فقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فإنما يهلك من الأمة من نصب لك أو لاحد من أوصيائك وعادى وجحد ودان بخلاف ما أنتم عليه.
ولعمري يا معاوية لو ترحمت عليك وعلى طلحة والزبير كان ترحمي عليكم واستغفاري لكم لعنة عليكم وعذابا وما أنت وطلحة والزبير بأعظم جرما ولا أصغر ذنبا ولا أهون بدعة وضلالة من الذين أسسا لك ولصاحبك الذي تطلب بدمه ووطئا لكما ظلمنا أهل البيت وحملاكم على رقابنا قال الله تبارك وتعالى: * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) * [50 - 53 / النساء] فنحن الناس ونحن المحسودون قال الله عز وجل: * (لقد آتينا