بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٢٧
فيقول: " فإنهم مني فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدى (1).
وأيضا من الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي أو قال من أمتي فيحلؤن عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى وفي رواية فيجلون (2).
ومن البخاري أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال لهم: هلم (3) قلت إلى أين؟ قال إلى النار والله، فقلت: وما شأنهم، قال: إنهم قد ارتدوا على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة أخرى حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال لهم: هلم فقلت إلى أين؟ قال إلى النار والله، قلت ما شأنهم قال إنهم قد ارتدوا على أدبارهم، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم (4).

(1) جامع الأصول ج 11 ص 120 مسلم 7 / 66.
أقول قوله " سحقا سحقا لمن غير بعدى " قال القسطلاني في شرحه ارشاد الساري: أي سحقا لمن غير بعدى دينه، لأنه ص لا يقول في العصاة بغير الكفر: سحقا سحقا، بل يشفع لهم ويهتم بأمرهم، كما لا يخفى.
(2) جامع الأصول ج 11 ص 120، وقال في ص 216: فيحلؤن: أي يدفعون عن الماء، ويطردون عن وروده، ومن رواه بالجيم، فهو من الجلاء بمعنى النفي عن الوطن، وهو راجع إلى الطرد.
(3) هلم يا رجل - بفتح الميم - بمعنى تعال، قال الخليل: واصله لم من قولهم: لم الله شعثه: أي جمعه، كأنه أراد لم نفسك إلينا، أي أقرب، وها للتنبيه، وإنما حذفت ألفها لكثرة الاستعمال، وجعلا اسما واحدا يستوى فيه الواحد والجمع والتأنيث في لغة أهل الحجاز، قال الله تعالى: " والقائلين لإخوانهم هلم إلينا " وأهل نجد يصرفونها، قال الجوهري.
(4) جامع الأصول ج 11 ص 120 و 121 أقول:
الهمل بالتحريك. الإبل التي ترعى بلا راع مثل النفش، الا أن النفش لا يكون الا ليلا، والهمل يكون ليلا ونهارا، يقال: إبل همل وهاملة، ونقل عن السندي في تعليقته على - البخاري شرحا لهذه الكلمة أنه قال: أي لا يخلص منهم من النار الا قليل. وقال القسطلاني في شرحه على البخاري: ارشاد الساري: يعنى أن الناجي منهم قليل في قلة النعم الضالة، وهذا يشعر بأنهم صنفان: كفار وعصاة.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست