بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٢١
قبل الموت، إنهما سمتاه! فقلنا إنهما وأبويهما شر من خلق الله (1).
29 - تفسير العياشي: الحسين بن المنذر قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله:
" أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " القتل أم الموت؟ قال يعنى أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا (2).

(١) المصدر نفسه، وضمير التثنية كناية عن المرأتين اللتين يقول الله عز وجل فيهما:
" ان تتوبا إلى الله - فقد صغت قلوبكما - وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ".
(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٠٠، والسؤال وقع عن أنه ص هل قتل بالسم، أو مات كما يموت الانسان حتف أنفه، فأعرض عن سؤاله وأجابه بما هو أهم بالنسبة إلى السائل، وهو أن كلامه تعالى: " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على - أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين، وإن كان تقريعا لجل المهاجرين والأنصار الذين فروا عن المشركين يوم أحد وكادوا أن ينقلبوا على أعقابهم إلى جاهليتهم الأولى، حيث زعموا أن رسول الله قد قتل - لكن السورة لما كانت نازلة بعد مقفل رسول الله من أحد سالما فلا تريد الآية الكريمة الا أن تقرعهم بما في قلوبهم من الضعف والمرض وتبحث عما في نفوسهم بأنه هل الايمان نفذ في أعماق روحكم، أو أنكم تتلقونه بألسنتكم ظاهرا وتقولون في قلوبكم باطنا: هل لنا من الامر من شئ "؟
فهل أنتم بحيث إذا حدث حادث فقتل رسول الله أو مات كما مات سائر أنبياء الله المرسلين ترجعون على أعقابكم القهقرى؟
فاعلموا انه من ينقلب حين وفاة رسول الله على عقبيه وأحيا سنة الجاهلية الأولى فلن يضر الله شيئا، فان الله حافظ دينه " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " وسيجزي الله الشاكرين لنعمة الهداية الثابتين على سيرة رسول الله وهديه.
فالإمام (عليه السلام) ينبه السائل إلى أن الآية الكريمة بما في ذيلها " ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين " تشير إلى أن المؤمنين وفيهم الفارون عن غزاة أحد لابد وان ينقسموا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قسمين: قسم يشكر الله على نعمة الهداية ويثبت على دين الاسلام بحقيقته، وقسم غير شاكرين ينقلبون على أعقابهم ويحيون سنن الجاهلية " لا يرى فيهم من أمر محمد (صلى الله عليه وآله) الا أنهم يصلون جميعا صلاة مضيعة ". فلو لا أنهم كانوا باقين على نفاقهم الباطني وانقسامهم بعد رسول الله إلى قسمين، لم يكن لتعرض الآية إلى هذا التقسيم وجزاء القسمين معنى أبدا.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست