برسالة عن ربه فيكلمه كما يكلم أحدكم صاحبه، والنبي لا يعاين ملكا إنما ينزل عليه الوحي ويرى في منامه، قلت: ما علمه إذا رأى في منامه أن هذا حق؟ قال:
يبينه الله حتى يعلم أن ذلك حق، والمحدث يسمع الصوت ولا يرى شيئا. (1) 30 - بصائر الدرجات: أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الأحول قال: سمعت زرارة يسأل أبا جعفر (عليه السلام) قال: أخبرني عن الرسول والنبي والمحدث، فقال أبو جعفر (عليه السلام): الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا فيراه ويكلمه فهذا الرسول، وأما النبي فإنه يرى (2) في منامه على نحو ما رأى إبراهيم ونحو ما كان (3) رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل من عند الله بالرسالة.
وكان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلمه بها قبلا، ومن الأنبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه يأتيه الروح فيكلمه ويحدثه من غير أن يكون رآه في اليقظة، وأما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه (4).
بيان: في القاموس: رأيته قبلا، محركة وبضمتين وكصرد وعنب وقبيلا كأمير:
عيانا ومقابلة، قوله: من جمع له النبوة، أي مع الرسالة.
31 - بصائر الدرجات: أحمد بن الحسن بن فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم (5) عن بريد عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) في قوله: " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث " قلت: جعلت فداك ليس هذه قراءتنا فما الرسول والنبي والمحدث؟