والحسين وخروجهم وقيامهم بدين الله وما أصيبوا به من قبل الطواغيت والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام): يا حمران إن الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه على سبيل الاختيار، ثم أجراه عليهم فبتقدم علم إليهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال علي والحسن والحسين (عليهم السلام) وبعلم صمت من صمت منا، ولو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من ذلك سألوا الله أن يدفع عنهم وألحوا عليه في إزالة ملك الطواغيت وذهاب ملكهم لزال أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد، وما كان الذي أصابهم لذنب اقترفوه ولا لعقوبة معصية خالفوا فيها، (1) ولكن لمنازل وكرامة من الله أراد أن يبلغهم إياها فلا تذهبن بك المذاهب فيهم. (2) بيان: ثم يكسرون حجتهم، أي على المخالفين، لان حجته عليهم أن إمامهم كامل في العلم، وإمام المخالفين ناقص، فإذا اعترفوا في إمامهم أيضا بالنقص والجهل فقد كسروا وأبطلوا حجتهم عليهم، ويخصمون أنفسهم، أي يقولون بشئ إن تمسك به المخالفون غلبوا عليهم فان لهم أن يقولوا: لا فرق بين إمامنا وإمامكم، يقال: خصمه كضربه: إذا غلب عليه في الخصومة.
ويقال: نقصه حقه: إذا لم يؤده إليه، ويعيبون ذلك أي أداء حقنا وعرفان أمرنا. وبرهان حق معرفتنا، أي من الكتاب والسنة فأقروا بغاية علمنا، ثم يخفى:
ثم للتراخي الرتبي، ومواد العلم: ما يمكنهم استنباط علوم الحوادث والاحكام وغيرهما منه مما ينزل عليهم في ليلة القدر وغيره، والمادة: الزيادة المتصلة، فيما يرد عليهم أي من القضايا وما يسألون عنه من الاخبار، وقوام دينهم، كما يكون في الاحكام كذلك يكون في الاخبار بالحوادث فإنه يصير سببا لزيادة يقينهم فيهم.
أرأيت، أي أخبرني ما كان من تلك الأمور لأي سبب كان؟ فان هذه توهم عدم علمهم بما يكون. على سبيل الاختيار، أي أخبرهم بذلك ورضوا به ولذا لم يفروا