الرقيب والجاسوس، ولم يعطيا، لعل المراد أنهما (عليهما السلام) لم يعطيا علم جميع ما يكون إذ قصة الغلام كان من جملة ما يكون، إلا أن يقال: المراد به الأمور المتعلقة بما سيكون، ومتعلق ذلك الامر كان الغلام الموجود، لكن قد مر في باب أحوالهما ما ينافي هذا التأويل، والأول أظهر.
فإن قيل: سؤاله (عليه السلام) أولا ينافي علمه بما كان وبما هو كائن.
قلت: إنهم ليسوا بمكلفين بالعمل بهذا العلم، فلا بد لهم من العمل بما توجبه التقية ظاهرا، مع أنه يمكن أن يحتاجوا في العلم على هذا الوجه إلى مراجعة إلى الكتب، أو توجه إلى عالم القدس، أو سؤال من روح القدس في بعض الأحيان.
10 - بصائر الدرجات: عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن معبد عن جعفر بن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن عبد الرحمان عن أبي عمرو عن معاوية بن وهب قال:
استأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأذن لي فسمعته يقول في كلام له: يا من خصنا بالوصية وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا وجعلنا ورثة الأنبياء عليهم السلام. (1) 11 - بصائر الدرجات: بالاسناد المتقدم عن معاوية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
اللهم يا من أعطانا علم ما مضى وما بقي، وجعلنا ورثة الأنبياء وختم بنا الأمم السالفة " وخصنا بالوصية. (2) 12 - الإحتجاج: عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم عليه فرد أبو عبد الله (عليه السلام) فقال له: مرحبا يا سعد، فقال له الرجل: بهذا الاسم سمتني أمي، وما أقل من يعرفني به، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
صدقت يا سعد المولى.
فقال الرجل: جعلت فداك، بهذا كنت القب، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لا خير في اللقب إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: " ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق