بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٣٧
الذي قدم عليكم من الشام؟ فقال: " تركت الخمر والحمير (1)، وجئت إلى البؤس والتمور (2) لنبي يبعث، مخرجه بمكة (3) ومهاجره في هذه البحيرة، يجتزئ بالكسر (4) والتميرات، ويركب الحمار العري، في عينيه حمرة، وبين كتفيه خاتم النبوة، يضع سيفه على عاتقه، لا يبالي من لاقى (5)، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر " فقال: قد كان ذلك يا محمد، ولولا أن اليهود يعيروني أني جزعت عند القتل لآمنت بك وصدقتك، ولكني على دين اليهود عليه أحيا وعليه أموت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
قدموه واضربوا (6) عنقه فضربت، ثم قدم حيي بن أخطب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا فاسق كيف رأيت الله صنع بك؟ فقال: والله يا محمد ما ألوم نفسي في عداوتك، ولقد قلقلت كل مقلقل، وجهدت كل الجهد، ولكن من يخذل الله يخذل (7) ثم قال حين قدم للقتل (8).
لعمري ما لام ابن أخطب نفسه * ولكنه من يخذل الله يخذل فقدم وضرب عنقه، فقتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله في البردين: بالغداة والعشي في

(1) الخمير خ ل. أقول: تقدم كذلك قبلا. وفى المصدر المطبوع الخنزير.
(2) والثبور خ ل. وفى الاكمال: والتمور، لنبي يبعث، هذا أوان خروجه، يكون مخرجه بمكة، وهذه دار هجرته، وهو الضحوك القتال، يجتزئ بالكسرة والتميرات، ويركب الحمار العاري.
(3) مكة خ ل.
(4) بالكسيرات خ ل.
(5) من لاقى منكم خ ل.
(6) فاضربوا خ ل.
(7) في الامتاع: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ألم يمكن الله منك يا عدو الله؟ " فقال: بلى والله ما لمت نفسي في عداوتك، ولقد التمست العز في مظانه، وأبى الله الا ان يمكنك منى ولقد قلقلت كل مقلقل، ولكنه من يخذل الله يخذل، ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس لا بأس بأمر الله، قدر وكتاب، ملحمة كتبت على بني إسرائيل.
(8) في السيرة وتاريخ الطبري: فقال جبل بن جوال الثعلبي: لعمرك اه‍، وفيهما بيت آخر:
لجاهد حتى أبلغ النفس عذرها * وقلقل يبغي العز كل مقلقل
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست