بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٣٢
حاربوا (1) الله ورسوله، وإن كانت الحرب قد وضعت أوزارها بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين قريش فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة " فأمسك الدم وتورمت يده فضرب له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد خيمة وكان يتعاهده بنفسه، فأنزل الله: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا " إلى قوله (2): " إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم " بني قريظة حين غدروا وخافوهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله " وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر " إلى قوله: " إن يريدون إلا فرارا " وهم الذين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله تأذن لنا نرجع إلى منازلنا فإنها في أطراف المدينة، ونخاف اليهود عليها، فأنزل الله فيهم: " إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا " إلى قوله: " وكان ذلك على الله يسيرا " ونزلت هذه الآية في الثاني لما قال لعبد الرحمن بن عوف:
هلم ندفع محمدا إلى قريش ونلحق نحن بقومنا " يحسبون الأحزاب لم يذهبوا " إلى قوله: " وذكر الله كثيرا " ثم وصف الله المؤمنين المصدقين بما أخبرهم رسول الله ما يصيبهم في الخندق من الجهد فقال: " ولما رأى المؤمنون الأحزاب " إلى قوله:
" وما زادهم إلا إيمانا " يعني ذلك البلاء والجهد والخوف إلا إيمانا " وتسليما ".
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " ألا يفروا أبدا " فمنهم من قضى نحبه " أي أجله، وهو حمزة وجعفر بن أبي طالب " ومنهم من ينتظر " أجله (3) يعني عليا عليه السلام، يقول الله: " وما بدلوا تبديلا * ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء " الآية.

(1) في المصدر المطبوع: حادوا الله.
(2) هكذا في النسخة ومصدره: والظاهر أن قوله: (إلى قوله) زيادة من نساخ التفسير ولا يحتاج إلى ذلك، لان الآيتين مترادفان، ليست بينهما آية. راجع الأحزاب: 9 و 10.
(3) في المصدر: أي اجله.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست