ولم يظهر له نكرا (1).
بيان: قال الجزري: فيه إنه قال لأبي عمير أخي أنس: يا با عمير ما فعل النغير؟
هو تصغير النغر وهو طائر يشبه العصفور أحمر المنقار.
وقال: في حديث أنجشه، في رواية البراء ابن مالك: رويدك رفقا بالقوارير، أراد النساء، شبههن بالقوارير من الزجاج، لأنه يسرع إليها الكسر، وكان أنجشة يحدو و ينشد القرائض والرجز فلم يأمن أن يصيبهن، أو يقع في قلوبهن حداؤه، فأمره بالكف عن ذلك. وفي المثل: الغناء رقية الزنا، وقيل: إن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي واشتدت، فأزعجت الراكب وأتعبته، فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن عن شدة الحركة، وقال: أم حبين هي دويبة كالحرباء عظيمة البطن، إذا مشت تطأطئ رأسها كثيرا، وترفعه لعظم بطنها، فهي تقع على رأسها وتقوم، ومنه الحديث إنه رأى بلالا وقد خرج بطنه، فقال: أم حبين، تشبيها له بها، وهذا من مزحه صلى الله عليه وآله.
وقال: فيه إنه صلى الله عليه وآله كان يرقص الحسن والحسين عليهما السلام ويقول: حزقة حزقة ترق عين بقة، فترقى الغلام حتى وضع قديمه على صدره، الحزقة: الضعيف المقارب الخطو من ضعفه، وقيل: القصير العظيم البطن، فذكرها له على سبيل المداعبة والتأنيس له، وترق بمعنى اصعد، وعين بقة كناية عن صغر العين، وحزقة مرفوع على خبر مبتدأ محذوف، تقديره أنت حزقة، وحزقة الثاني كذلك، أو أنه خبر مكرر، ومن لم ينون حزقة فحذف حرف النداء وهي في الشذوذ، كقولهم: أطرق كري (2)، لان حرف النداء إنما يحذف من العلم المضموم والمضاف انتهى.
والعجز بضمتين جمع العجوزة، والجرد جمع الأجرد وهو الذي لا شعر عليه، والمرد جمع الأمرد، والقضم: الاكل بأطراف الأسنان.
قال الجزري: فيه أنه سأل رجلا ما تدعو في صلاتك؟ فقال: أدعو بكذا وكذا، وأسأل ربي الجنة، وأتعوذ به من النار، وأما دندنتك ودندنة معاذ فلا نحسنها،