في سعة، وجعل النصف الآخر في ضيق، فاختر لنفسك إما النصف الأول وإما النصف الأخير.
فقال الرجل: إن لي زوجة صالحة وهي شريكي في المعاش فأشاورها في ذلك و تعود إلي فأخبرك، فلما أصبح الرجل قال لزوجته: رأيت في النوم كذا وكذا، فقالت يا فلان اختر النصف الأول وتعجل العافية لعل الله سيرحمنا ويتم لنا النعمة، فلما كان في الليلة الثانية أتى الآتي فقال: ما اخترت؟ فقال: اخترت النصف الأول، فقال: ذلك لك، فأقبلت الدنيا عليه من كل وجه، ولما ظهرت نعمته قالت له زوجته: قرابتك والمحتاجون فصلهم وبرهم وجارك وأخوك فلان فهبهم، فلما مضى نصف العمر وجاز حد الوقت رأى الرجل الذي رآه أولا في النوم، فقال: إن الله تعالى قد شكر لك ذلك ولك تمام عمرك سعة مثل ما مضى. (1) 11 - قصص الأنبياء: بهذا الاسناد عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
خرجت امرأة بغي على شباب من بني إسرائيل فأفتنتهم، فقال بعضهم: لو كان العابد فلان رآها أفتنته، وسمعت مقالتهم فقالت: والله لا أنصرف إلى منزلي حتى أفتنه فمضت نحوه في الليل فدقت عليه، فقال: آوي عندك، فأبى عليها، فقالت: إن بعض شباب بني إسرائيل راودوني عن نفسي، فإن أدخلتني وإلا لحقوني وفضحوني، فلما سمع مقالتها فتح لها، فلما دخلت عليه رمت بثيابها، فلما رأى جمالها وهيئتها وقعت في نفسه، فضرب يده عليها، ثم رجعت إليه نفسه، وقد كان يوقد تحت قدر له، فأقبل حتى وضع يده على النار، فقالت: أي شئ تصنع؟ فقال: أحرقها لأنها عملت العمل، فخرجت حتى أتت جماعة بني إسرائيل، فقالت: الحقوا فلانا فقد وضع يده على النار، فأقبلوا فلحقوه وقد احترقت يده. (2) 12 - قصص الأنبياء: عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام إن عابدا كان في بني إسرائيل فأضاف امرأة من بني إسرائيل فهم بها فأقبل كلما هم بها قرب إصبعا من أصابعه