الرجلين: أما أنا فقد آمنت بإلهكما وعلمت أن ما جئتما به هو الحق، فقال الملك: و أنا أيضا آمنت بإلهكما، وآمن أهل مملكته كلهم. (1) بيان: قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ": أي حين بعث الله إليهم المرسلين " إذ أرسلنا إليهم اثنين " أي رسولين من رسلنا " فكذبوهما " قال ابن عباس: ضربوهما وسجنوهما " فعززنا بثالث " أي فقوينا (2) وشددنا ظهورهما برسول ثالث، قال شعبة: كان اسم الرسولين شمعون ويوحنا، والثالث بولس، وقال ابن عباس وكعب: صادق وصدوق، والثالث سلوم، وقيل: إنهم رسل عيسى وهم الحواريون، عن وهب وكعب، قالا: وإنما أضافهم إلى نفسه لان عيسى عليه السلام أرسلهم بأمره " فقالوا إنا إليكم مرسلون * قالوا " يعني أهل القرية: " ما أنتم إلا بشر مثلنا " فلا تصلحون للرسالة " وما أنزل الرحمن من شئ إن أنتم إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون " وإنما قالوا ذلك بعد ما قامت الحجة بظهور المعجزة فلم يقبلوها " وما علينا إلا البلاغ المبين * قالوا " أي هؤلاء الكفار: " إنا تطيرنا بكم " أي تشاءمنا بكم " لئن لم تنتهوا لنرجمنكم " بالحجارة أو لنشتمنكم " وليمسنكم منا عذاب أليم * قالوا " يعني الرسل: " طائركم معكم " أي الشؤم كله معكم بإقامتكم على الكفر بالله تعالى " أئن ذكرتم " أي أئن ذكرتم قلتم هذا القول، وقيل: معناه: لئن ذكرناكم هددتمونا وهو مثل الأول، وقيل: معناه: إن تدبرتم عرفتم صحة ما قلناه لكم " بل أنتم قوم مسرفون " معناه: ليس فينا ما يوجب التشاءم بنا، ولكنكم متجاوزون عن الحد في التكذيب للرسل والمعصية " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى " وكان اسمه حبيبا النجار، عن ابن عباس وجماعة من المفسرين، وكان قد آمن بالرسل عند ورودهم القرية، وكان منزله عند أقصى باب من أبواب المدينة، فلما بلغه أن قومه قد كذبوا الرسل و هموا بقتلهم جاء يعدو ويشتد " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " وإنما علم نبوتهم لأنهم لما دعوه قال: أتأخذون على ذلك أحرا؟ قالوا: لا، وقيل: إنه كان به زمانة أو جذام فأبرؤوه فآمن بهم، عن ابن عباس.
(٢٤٢)