بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٦٣
وعزة فرعون لا أكتم عليه، وأخبر فرعون على رؤوس الناس بما رأى وكتم الآخر، فلما دخل حزبيل قال فرعون للرجلين: من ربكما؟ قالا: أنت، فقال لحزبيل: ومن ربك؟
قال ربي ربهما، فظن فرعون أنه يعنيه فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب، وسر فرعون وأمر بالأول فصلب فنجى الله المؤمن وآمن الآخر بموسى عليه السلام حتى قتل مع السحرة. (1) المحاسن: أبي، عن علي بن النعمان، عن أيوب بن الحر، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " فوقاه الله سيئات ما مكروا " قال: أما لقد سطوا عليه وقتلوه، ولكن أتدرون ما وقاه؟ وقاه أن يفتنوه في دينه. (2) بيان: سطا عليه أي قهر وبطن به. قال الثعلبي: قالت الرواة: كان حزبيل من أصحاب فرعون نجارا، وهو الذي نجر التابوت لام موسى حين قذفته في البحر، وقيل:
إنه كان خازنا لفرعون مائة سنة وكان مؤمنا مخلصا يكتم إيمانه إلى أن ظهر موسى عليه السلام على السحرة فأظهر حزبيل إيمانه، فاخذ يومئذ وقتل مع السحرة صلبا، وأما امرأة حزبيل فإنها كانت ماشطة بنات فرعون وكانت مؤمنة.
وروي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، فقلت لجبرئيل: ما هذه الرائحة؟ قال: هذه ماشطة آل فرعون (3) وأولادها كانت تمشطها فوقعت المشطة من يدها فقالت: بسم الله، فقالت بنت فرعون: أبي؟ فقالت:
لا بل ربي وربك ورب أبيك، فقالت: لأخبرن بذلك أبي، فقالت: نعم، فأخبرته فدعا بها وبولدها وقال: من ربك؟ فقالت: إن ربي وربك الله، فأمر بتنور من نحاس فأحمي فدعا بها وبولدها، فقالت: إن لي إليك حاجة، قال: وما هي؟ قالت: تجمع عظامي وعظام ولدي فتدفنها. قال: ذاك لك لمالك علينا من حق، فأمر بأولادها فألقوا واحدا واحدا في التنور حتى كان آخر ولدها وكان صبيا مرضعا، فقال: اصبري يا أماه إنك على الحق، فألقيت في التنور مع ولدها.

(1) مخطوط، فيه اضطراب وتقدم تفصيل الحكاية في الحديث الأول.
(2) محاسن البرقي: 219.
(3) في المصدر: قال: رائحة ماشطة آل فرعون.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435