بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ١٠٦
أيها الحج، وفي الفقيه كلمة " إلى " موجودة في المواضع، وفيه عند ذكر المفرد في الموضعين نادى، وعند ذكر الجمع ناداهم، ولذا قال بعض الأفاضل: ليس المناط الفرق بين إفراد الصيغة وجمعها، بل ما في الحديث بيان للواقعة، والمراد أن إبراهيم عليه السلام نادى هلم إلى الحج بلا قصد إلى منادى معين أي الموجودين فلذا يعم الموجودين والمعدومين، فلو ناداهم أي الموجودين وقال: هلموا إلى الحج قاصدا إلى الموجودين لكان الحج مخصوصا بالموجودين، فضمير " هم " في ناداهم راجع إلى الناس الموجودين، فالمناط قصد المنادى المغين المشعر إليه بلفظ " هم " في إحدى العبارتين، وعدم القصد في الأخرى المشعر إليه بذكر " نادى " مطلقا لا الافراد والجمع.
18 - علل الشرائع: أبي؟ عن سعد، عن أحمد وعلي ابني الحسن بن علي بن فضال، عن أبيهما عن غالب بن عثمان، عن رجل من أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله جل جلاله لما أمر إبراهيم ينادي في الناس بالحج قام على المقام فارتفع به حتى صار بإزاء أبي قبيس فنادى في الناس بالحج فأسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى أن تقوم الساعة. (1) 19 - علل الشرائع: أبي، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن إبراهيم عليه السلام لما خلف إسماعيل بمكة عطش الصبي وكان فيما بين الصفا والمروة شجر فخرجت أمه حتى قامت على الصفا فقالت: هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد، فمضت حتى انتهت إلى المروة فقالت: هل بالوادي من أنيس؟
فلم يجبها أحد، ثم رجعت إلى الصفا فقالت كذلك حتى صنعت ذلك سبعا، فأجرى الله ذلك سنة، فأتاها جبرئيل عليه السلام فقال لها: من أنت؟ فقالت: أنا أم ولد إبراهيم. فقال:
إلى من وكلكم؟ فقالت: أما إذا قلت ذلك فقد قلت له حيث أراد الذهاب: يا إبراهيم إلى من تكلنا؟ فقال: إلى الله عز وجل، فقال جبرئيل عليه السلام: لقد وكلكم إلى كاف، (2) قال: وكان الناس يتجنبون الممر بمكة لمكان الماء، ففحص الصبي برجله (3) فنبعت زمزم، ورجعت من

(1) علل الشرائع: 144. م (2) في نسخة: لقد وكلكم إلى كافي.
(3) فحص برجله أي حفر.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست