بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١١ - الصفحة ١٥
العقوبات إلا الله، قال ابن الأنباري: إن الله أهلك أمما من العرب وغيرها فانقطعت أخبارهم وعفت آثارهم، فليس يعرفهم أحد إلا الله. وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: كذب النسابون، فعلى هذا يكون قوله: " والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله " مبتدء وخبرا " " فردوا أيديهم في أفواههم " أي عضوا على أصابعهم من شدة الغيظ، أو جعلوا أيديهم في أفواه الأنبياء تكذيبا " لهم، أي أشاروا بأيديهم إلى أفواه الرسل تسكيتا " لهم، أو وضعوا أيديهم على أفواههم مومئين بذلك إلى رسل: أن اسكتوا، أو الضميران كلاهما للرسل، أي أخذوا أيدي الرسل فوضعوها على أفواههم ليسكتوا فسكتوا عنهم لما يئسوا منهم، هذا كله إذا حمل معنى الأيدي والأفواه على الحقيقة، و من حملهما على المجاز فقيل: المراد باليد ما نطقت به الرسل من الحجج، أي فردوا حججهم في حيث جاءت، (1) لأنها تخرج من الأفواه. أو مثله من الوجوه. (2) " مريب " أي يوقعنا في الريب بكم أنكم تطلبون الرئاسة وتفترون الكذب.
" من ذنوبكم " أي بعضها، لأنه لا يغفر الشرك، وقيل: وضع البعض موضع الجميع توسعا "

(1) في نسخة: من حيث جاءت.
(2) أضاف السيد الرضى في تلخيص البيان: 95 على هذه الوجوه وجهين آخرين: أحدهما ما نقل عن بعض أن المراد بذلك ضرب من الهزء يفعله المجان والسفهاء إذا أرادوا الاستهزاء ببعض الناس وقصدوا الوضع منه والازراء عليه يجعلون أصابعهم في أفواههم ويتبعون هذا الفعل بأصوات تشبهه وتجانسه، يستدل بها على قصد السخف وتعمد الفحش. ثم قال: وهذا القول عندي بعيد من الصواب.
ثانيهما: أن يكون المراد بذلك أن الكفار كانوا إذا بدأ الرسل بكلامهم سددوا بأيديهم أسماعهم دفعة وأفواههم دفعة، اظهارا منهم لقلة الرغبة في سماع كلامهم وجواب مقالهم ليدلوهم بذلك الفعل على أنهم لا يصغون لهم إلى مقال ولا يجيبونهم عن سؤال، إذ قد أبهموا طريقي السماع والجواب وهما الاذان والأفواه، وشاهد ذلك قوله سبحانه حاكيا عن نوح عليه السلام ويعنى قومه: * (وانى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا) * فيكون معنى رد أيديهم في أفواههم أن يمسكوا أفواههم بأكفهم كما بفعل المظهر للامتناع من الكلام، ويكون إنما ذكر تعالى رد الأيدي ههنا وهو يفيد فعل الشئ ثانيا بعد أن فعل أولا لأنهم كانوا يكثرون هذا الفعل عند كلام الرسل عليهم السلام، فوصفوا في هذه الآية بما قد سبق لهم مثله وألف منهم فعله اه‍. قلت: ويمكن أن يكون المراد أنهم عضوا على أناملهم تعجبا أو اظهارا " للتعجب مما يدعو إليه الأنبياء والرسل.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (كتاب النبوة) * * (الباب الأول) * معنى النبوة وعلة بعثة الأنبياء وبيان عددهم وأصنافهم وجمل أحوالهم وجوامعها (ع) والآيات فيه، وفيه: 70 - حديثا 1
3 سؤال الزنديق عن الصادق عليه السلام: من أين أثبت أنبياءا ورسلا؟ 29
4 عدد الأنبياء عليهم السلام 32
5 معنى اولي العزم 34
6 الرسول والنبي والمحدث وكيفية الوحي 54
7 * الباب الثاني * نقش خواتيمهم وأشغالهم وأمزجتهم وأحوالهم في حياتهم وبعد موتهم، وفيه: 29 - حديثا 62
8 أعمار بعض الأنبياء عليهم السلام 65
9 * الباب الثالث * علة المعجزة وأنه لم خص الله كل نبي بمعجزة خاصة، وفيه: حديثان 70
10 * الباب الرابع * عصمة الأنبياء، وتأويل ما يوهم خطأهم وسهوهم، وفيه: 16 - حديثا 72
11 * أبواب قصص آدم وحواء عليهما السلام وأولادهما * * الباب الأول * فضل آدم وحوا، وعلل تسميتهما، وبعض أحوالهما وبدء خلقهما، وسؤال الملائكة في ذلك، والآيات فيه، وفيه: 58 - حديثا 97
12 علة الطواف بالبيت؟ 110
13 بحث وبيان في عصمة الملائكة 124
14 طول قامة آدم عليه السلام 127
15 * الباب الثاني * سجود الملائكة ومعناه ومدة مكثه (ع) في الجنة وأنها أية جنة كانت، ومعنى تعليمه الأسماء، والآيات فيه، وفيه: 31 - حديثا 130
16 أيصلح السجود لغير الله؟ 138
17 جنة آدم عليه السلام هل كانت في الأرض أم في السماء؟ 143
18 هل كان إبليس من الملائكة أم لا؟ 144
19 * الباب الثالث * ارتكاب ترك الأولى ومعناه وكيفيته وكيفية قبول توبته والكلمات التي تلقاها من ربه، والآيات فيه، وفيه: 52 - حديثا 155
20 الشجرة التي أكل منها آدم وحواء 164
21 أيام البيض وسبب تسميتها 171
22 ملاقاة موسى عليه السلام مع آدم عليه السلام وسؤاله عنه 188
23 معنى: " وعصى آدم ربه "، وذنوبه الأنبياء عليهم السلام والأقوال فيه 198
24 * الباب الرابع * كيفية نزول آدم (ع) من الجنة وحزنه على فراقها وما جرى بينه وبين إبليس وفيه 31: حديثا 204
25 الحرث والزرع والغرس 215
26 * الباب الخامس * تزويج آدم وحواء وكيفية بدء النسل منهما وقصة هابيل وقابيل وسائر أولادهما وفيه: 44 - حديثا 218
27 كيفية تزويج أولاد آدم عليه السلام 223
28 * الباب السادس * تأويل قوله تعالى: جعلا له شركاء فيما آتاهما وفيه: 4 - أحاديث 249
29 في أولاد آدم عليه السلام وعددهم وأسمائهم، وتحقيق في هذا المقام 252
30 * الباب السابع * ما أوحى إلى آدم (ع) وفيه: 3 - أحاديث 257
31 * الباب الثامن * عمر آدم ووفاته ووصيته إلى شيث وقصصه (ع) وفيه: 19 - حديثا 258
32 قصة آدم وعمر داود عليهما السلام 258
33 كيفية قبض آدم وغسله ودفنه عليه السلام 267
34 بيان الاختلاف في عمر آدم عليه السلام 268
35 * الباب التاسع * قصص إدريس (ع) والآيات فيه، وفيه: 13 - حديثا 270
36 في أن مسجد السهلة كان بيت إدريس عليه السلام 280
37 * أبواب قصص نوح وهود وصالح عليهم السلام وقصة شداد * * الباب الأول * مدة عمره وولادته ووفاته وعلل تسميته ونقش خاتمه وجمل أحواله (ع) وفيه: 13 - حديثا 285
38 * الباب الثاني * مكارم أخلاقه وما جرى بينه وبين إبليس وأحوال أولاده وما أوحى اليه وصدر عنه من الحكم والأدعية وغيرها، وفيه: 9 - أحاديث 290
39 الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج وعلة الأبيض والأسود 291
40 * الباب الثالث * بعثة نوح (ع) على قومه وقصة الطوفان، والآيات فيه، وفيه: 82 - حديثا 294
41 معنى: إنه ليس من أهلك 313
42 علة تسمية النجف بالنجف 321
43 علة الحيض 326
44 * الباب الرابع * قصة هود (ع) وقومه عاد، والآيات فيه، وفيه: 27 - حديثا 343
45 الريح العقيم 353
46 مساكن قوم عاد 364
47 * الباب الخامس * قصة شداد وارم ذات العماد، وفيه: 3 - أحاديث 366
48 عبد الله بن قلابة ورؤيته مدينة إرم في زمن معاوية 367
49 * الباب السادس * قصة صالح (ع) وقومه: والآيات فيه، وفيه: 16 - حديثا 370
50 كيفية هلاك قوم صالح عليه السلام 377
51 عقر ناقة صالح عليه السلام بامرأتين 392