من أسلمنا، فلا تتخلفوا عنا لطمع دنيا وحطام زائل عنكم وأنتم تزولون عنه، فإن من آثر الدنيا على الآخرة وأختارها علينا عظمت حسرته غدا، وذلك قول الله عز وجل (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين) اغسلوا صبيانكم من الغمر، (1) فإن الشياطين تشم الغمر فيفزع الصبي في رقاده، ويتأذى به الكابتان لكم أول نظرة إلى المرأة فلا تتبعوها بنظرة أخرى، واحذروا الفتنة مدمن الخمر يلقى الله عز وجل حين يلقاه كعابد وثن فقال حجر بن عدي: يا أمير المؤمنين ما المدمن؟ قال: الذي إذا وجدها شربها.
من شرب المسكر لم تقبل صلاته أربعين يوما وليلة. من قال لسلم قولا يريد به انتقاص مروته حبسه الله عز وجل في طينة خبال حتى يأتي مما قال بمخرج لا ينام الرجل مع الرجل (ولا المرأة مع المرأة في ثوب واحد (2)) فمن فعل ذلك وجب عليه الأدب وهو التعزير كلوا الدباء (3) فإنه يزيد في الدماغ وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعجبه الدباء كلوا الأترج قبل الطعام وبعده فإن آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين يفعلون ذلك الكمثرى يجلوا لقلب ويسكن أوجاع الجوف.
إذا قام الرجل إلى الصلاة أقبل إبليس ينظر إليه حسدا لما يرى من رحمة الله التي تغشاه شر الأمور محدثاتها، (4) وخير الأمور ما كان لله عز وجل رضى من عبد الدنيا و آثرها على الآخرة استوخم العاقبة (5) اتخذوا الماء طيبا. من رضي من الله عز وجل بما قسم له استراح بدنه.
خسر من ذهب حياته وعمره فيما يباعده من الله عز وجل لو يعلم المصلي ما يغشاه من