فإنه من رق ثوبه رق دينه لا يقومن أحدكم بين يدي الرب جل جلاله وعليه ثوب يشف (1) توبوا إلى الله عز وجل وادخلوا في محبته فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين والمؤمن تواب. (2) إذا قال المؤمن لأخيه: أف انقطع ما بينهما، فإذا قال له: أنت كافر كفر أحدهما، وإذا اتهمه انماث الاسلام في قلبه كما يماث الملح في الماء (3) باب التوبة مفتوح لمن أرادها فتوبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم. وأوفوا بالعهد إذا عاهدتم. فما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلا بذنوب اجترحوا إن الله ليس بظلام للعبيد، ولو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء والإنابة لما تنزل، ولو أنهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا إلى الله عز وجل بصدق من نياتهم ولم يهنوا ولم يسرفوا لا صلح الله لهم كل فاسد، ولرد عليهم كل صالح. (4) إذا ضاق المسلم فلا يشكون ربه عز وجل، وليشك إلى ربه الذي بيده مقاليد الأمور وتدبيرها. في كل امرئ واحدة من ثلاث: الطيرة، والكبر، والتمني، إذا تطير أحد كم فليمض على طيرته وليذكر الله عز وجل، وإذا خشي الكبر فليأكل مع خادمه وليحلب الشاة، وإذا تمنى فليسأل الله عز وجل وليبتهل الله (5) ولا تنازعه نفسه إلى الاثم.
خالطوا الناس بما يعرفون، ودعوهم مما ينكرون، ولا تحملوهم على أنفسكم وعلينا. إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل، أو عبد قد امتحن الله قلبه للايمان. إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوذ بالله وليقل: آمنت بالله وبرسوله مخلصا له الدين إذا كسا الله عز وجل مؤمنا ثوبا جديدا فليتوض وليصل ركعتين يقرء فيهما أم الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد وإنا أنزلناه في ليلة