بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٢٣٤
جميلة، عن أبان بن تغلب قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا أبان أترى أن الله طلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يشركون به حيث يقول: " وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون "؟ قلت له: كيف ذاك جعلت فداك فسره لي؟
فقال: ويل للمشركين الذين أشركوا بالامام الأول وهم بالأئمة الآخرين كافرون، يا أبان إنما دعا الله العباد إلى الايمان به فإذا آمنوا بالله وبرسوله افترض عليهم الفرائض. قوله: " إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم " يعني نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى والنبيين " ومن خلفهم " أنت. قوله: " والغوا فيه " أي صيروه سخرية ولغوا.
وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم " يعني القرآن " لا يأتيه الباطل من بين يديه " قال: لا يأتيه من قبل التوراة ولا من قبل الإنجيل والزبور، وأما " من خلفه " لا يأتيه من بعده كتاب يبطله.
قوله: " لولا فصلت آياته أعجمي وعربي " قال: لو كان هذا القرآن أعجميا لقالوا:
كيف نتعلمه ولساننا عربي وأتيتنا بقرآن أعجمي؟ فأحب الله أن ينزل بلسانهم. (1) 129 - تفسير علي بن إبراهيم: قوله تعالى: " أن أقيموا الدين " أي تعلموا الدين يعني التوحيد وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والسنن والاحكام التي في الكتب والاقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام " ولا تتفرقوا فيه " أي لا تختلفوا فيه " كبر على المشركين ما تدعوهم إليه " من ذكر هذه الشرائع، ثم قال: " الله يجتبي إليه من يشاء " أي يختار " ويهدي إليه من ينيب " وهم الأئمة الذين اجتباهم الله واختارهم.
قال: " وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم " قال: لم يتفرقوا بجهل ولكنهم تفرقوا لما جاءهم العلم وعرفوه فحسد بعضهم بعضا وبغى بعضهم على بعض لما رأوا من تفاضل أمير المؤمنين بأمر الله، فتفرقوا في المذاهب وأخذوا بالآراء والأهواء، ثم قال عز وجل: " ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم " قال: لولا أن الله قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الأول لقضي بينهم إذا اختلفوا، وأهلكهم ولم ينظرهم،

(1) تفسير القمي: 589 - 594.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست