بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٢٣٧
132 - تفسير علي بن إبراهيم: " إنا أنزلناه " يعني القرآن " في ليلة مباركة " وهي ليلة القدر، أنزل الله القرآن فيها إلى البيت المعمور جملة واحدة، ثم نزل من البيت المعمور على رسول الله صلى الله عليه وآله في طول عشرين سنة. قوله: " فارتقب إنهم مرتقبون " أي انتظر إنهم منتظرون ". (1) 133 - تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " ويل لكل أفاك " أي كذاب. قوله: " وإذا علم من آياتنا شيئا " يعني إذا رأى، فوضع العلم مكان الرؤية. قوله: " عذاب من رجز أليم " قال: الشدة والسوء.
حدثنا أبو القاسم، عن محمد بن عباس، عن عبيد الله بن موسى، عن عبد العظيم الحسني، عن عمر بن رشيد، عن داود بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله " قال: قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا أن يعلموا الذين لا يعلمون، (2) فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم.
قوله: " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه " قال: نزلت في قريش كلما هووا شيئا عبدوه " وأضله الله على علم " أي عذبه على علم منه فيما ارتكبوا من أمر أمير المؤمنين عليه السلام، وجرى ذلك بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فيما فعلوه بعده بأهوائهم وآرائهم، و أزالوا الخلافة والإمامة عن أمير المؤمنين عليه السلام بعد أخذه الميثاق عليهم مرتين لأمير المؤمنين.
وقوله تعالى: " اتخذ إلهه هواه " نزلت في قريش وجرت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام، واتخذوا إماما بأهوائهم، ثم عطف على الدهرية الذين قالوا: لا نحيا بعد الموت فقال: " وقالوا ما هي إلا حيوتنا الدنيا نموت ونحيا " وهذا مقدم ومؤخر، لان الدهرية لم يقروا بالبعث والنشور بعد الموت، وإنما قالوا: " نحيا ونموت وما يهلكنا إلا الدهر " إلى قوله: " يظنون " فهذا ظن شك. (3)

(1) تفسير القمي: 615 و 617. فيه: تهديد من الله ووعيد، وانتظر إنهم منتظرون.
(2) في المصدر: أن يعرفوا الذين لا يعلمون.
(3) تفسير القمي: 618 و 619.
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست