بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ١٧٥
يعمهون " والاستهزاء من الله هو العذاب " ويمدهم في طغيانهم " أي يدعهم " أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى " الضلالة ههنا: الحيرة، والهدى: البيان، واختاروا الحيرة والضلالة على البيان " وادعوا شهداءكم " يعني الذين عبدوهم وأطاعوهم من دون الله. (1) 4 - تفسير الإمام العسكري: " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا " الآية، قال العالم عليه السلام فلما ضرب الله الأمثال للكافرين المجاهدين الدافعين لنبوة محمد صلى الله عليه وآله والمناصبين المنافقين لرسول الله صلى الله عليه وآله الدافعين ما قاله محمد صلى الله عليه وآله في أخيه علي عليه السلام والدافعين أن يكون ما قاله عن الله عز وجل وهي آيات محمد صلى الله عليه وآله ومعجزاته لمحمد صلى الله عليه وآله مضافة إلى آياته التي بينها لعلي عليه السلام بمكة والمدينة ولم يزدادوا إلا عتوا وطغيانا قال الله تعالى لمردة أهل مكة وعتاة أهل مدينة: " إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا " حتى تجحدوا أن يكون محمد رسول الله أن يكون هذا المنزل عليه كلامي مع إظهاري عليه بمكة الباهرات من الآيات كالغمامة التي كان يظله بها في أسفاره، والجمادات التي كانت تسلم عليه من الجبال والصخور والأحجار والأشجار، وكدفاعه قاصديه بالقتل عنه وقتله إياهم، وكالشجرتين المتباعدتين اللتين تلاصقتا فقعد خلفهما لحاجته ثم تراجعتا إلى أمكنتهما (2) كما كانتا، وكدعائه للشجرة فجاءته مجيبة خاضعة ذليلة ثم أمره لها بالرجوع فرجعت سامعة مطيعة قال: يا معاشر قريش واليهود ويا معاشر النواصب المنتحلين للاسلام الذين هم منه برآء، ويا معشر العرب الفصحاء البلغاء ذوي الألسن " فأتوا بسورة من مثله " من مثل محمد صلى الله عليه وآله، من مثل رجل منكم لا يقرء ولا يكتب، ولم يدرس كتابا، ولا اختلف إلى عالم، ولا تعلم من أحد، وأنتم تعرفونه في أسفاره وفي حضره، بقي كذلك أربعين سنة ثم أوتي جوامع العلم حتى علم علم الأولين و الآخرين.

(1) تفسير القمي: 30.
(2) في المصدر: ثم تراجعتا إلى مكانهما.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست