بحديث رستم وإسفنديار وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن، عن الكلبي، وقيل: نزل في رجل اشترى جارية تغنيه ليلا ونهارا، عن ابن عباس، وأكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث الغناء، وهو قول ابن عباس و ابن مسعود وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن الرضا صلوات الله عليهم، قالوا: منه الغناء.
وروي أيضا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: هو الطعن في الحق والاستهزاء به وما كان أبو جهل وأصحابه يجيؤون به، إذ قال: يا معشر قريش ألا أطعمكم من الزقوم الذي يخوفكم به صاحبكم؟ ثم أرسل إلى زبد وتمر وقال: هذا هو الزقوم الذي يخوفكم به، قال أبو عبد الله عليه السلام: ومنه الغناء، فعلى هذا فإنه يدخل فيه كل شئ يلهي عن سبيل الله وعن طاعته " ويتخذها " أي آيات القرآن أو سبيل الله " هزوا " يستهزئ بها " كأن في اذنيه وقرا " أي ثقلا يمنعه عن سماع الآيات. (1) وفي قوله: " بغير عمد ترونها " إذ لو كان لها عمد لرأيتموها، لأنها لو كانت تكون أجساما عظاما حتى يصح منها أن تقل السماوات، ولو كانت كذلك لاحتاجت إلى عمد آخر، فكان يتسلسل، فإذا لا عمد لها، وقيل: إن المراد بغير عمد مرئية، والمعنى أن لها عمدا لا ترونها " وألقى في الأرض رواسي " أي جبالا ثابتة " أن تميد بكم " أي كراهة أن تميد بكم. (2) وفي قوله: " أولو كان الشيطان يدعوهم " جواب لو محذوف، تقديره: أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير لاتبعوهم " ومن يسلم وجهه إلى الله " أي ومن يخلص دينه لله ويقصد في أفعاله التقرب إلى الله " وهو محسن " فيها فيفعلها على موجب العلم و مقتضى الشرع " فقد استمسك بالعروة الوثقى " أي فقد تعلق بالعروة الوثيقة التي لا انفصام لها " وإلى الله عاقبة الأمور " أي وإلى الله يرجع أواخر الأمور على وجه لا يكون لاحد التصرف فيها بالأمر والنهي. (3)