الحسن بن زيد قد أرسل إلينا بعض ثقاته بكتابه وخاتمه بأمانه، وضمن لنا رد أموالنا وجبر النقص الذي لحقنا فيها، وإنا صائران إلى البلد، متنجزان ما وعدنا (1)، فقال الإمام (عليه السلام): إن وعد الله حق فلما كان اليوم العاشر جاءنا كتاب أبوينا بأن الداعي قد وفى لنا بجميع عداته (2) وأمرنا بملازمة الامام العظيم البركة، الصادق الوعد، فلما سمع الإمام (عليه السلام) قال: هذا حين إنجازي ما وعدتكما من تفسير القرآن، ثم قال: قد وظفت لكما كل يوم شيئا منه تكتبانه، فألزماني وواظبا علي يوفر الله عز وجل من السعادة حظوظكما.
أقول: وفي بعض النسخ في أول السند هكذا: قال محمد بن علي بن محمد بن جعفر بن الدقاق: حدثني الشيخان الفقيهان أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان وأبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي رحمهما الله، قالا: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله إلى آخر ما مر.
وقال الصدوق في كتاب إكمال الدين: قال الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، مصنف هذا الكتاب أعانه الله على طاعته: إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا أني لما قضيت وطري من زيارة علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه رجعت إلى نيسابور فأقمت بها فوجدت أكثر المختلفين إلي من الشيعة قد حيرتهم الغيبة، ودخلت عليهم في أمر القائم (عليه السلام) الشبهة، وعدلوا عن طريق التسليم إلى الآراء والمقاييس، فجعلت أبذل مجهودي (3) في إرشادهم إلى الحق وردهم إلى الصواب بالأخبار الواردة في ذلك عن النبي والأئمة صلوات الله عليهم حتى ورد إلينا من بخارا شيخ من أهل الفضل والعلم والنباهة (4) ببلد قم، طال ما تمنيت لقاءه واشتقت إلى مشاهدته، لدينه، وسديد رأيه، واستقامة طريقته، وهو الشيخ الدين أبو سعيد محمد ابن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت القمي أدام الله توفيقه.