حلية الأبرار - السيد هاشم البحراني - ج ٢ - الصفحة ٩٣
فلما وصلوا إلى الحس رجعوا وجلين، فقال النبي صلى الله عليه وآله:
هل من رجل يمضى مع السقاة إلى البئر ذات العلم فيأتينا بالماء اضمن له على الله الجنة؟ فلم يقم أحد، واشتد بالناس العطش، وهم صيام، ثم قال لعلي عليه السلام: سر مع هؤلاء السقاة حتى ترد بئر ذات العلم، وتستقى، وتعود إن شاء الله، فخرج علي عليه السلام قائلا:
أعوذ بالرحمن ان أميلا * من عزف جن أظهروا تأويلا وأوقدت نيرانها تغويلا * وقرعت مع عزفها الطبولا قال: فداخلنا الرعب، فالتفت علي عليه السلام الينا، وقال: اتبعوا اثرى، ولا يفزعنكم ما ترون، وتسمعون، فليس بضائركم إن شاء الله، ثم مضى فلما دخلنا الشجر، فإذا بنيران تضرم من غير حطب، وأصوات هائلة ورؤوس مقطعة، لها ضجة، وهو يقول: اتبعوني ولا خوف عليكم، ولا يلتفت أحد منكم يمينا، ولا شمالا، فلما جاوزنا الشجرة، وردنا الماء، فأدلى البراء بن عازب دلوه في البئر، فاستقى دلوا أو دلوين، ثم انقطع الدلو فوقع في القليب، والقليب ضيق مظلم، بعيد القعر، فسمعنا في أسفل القليب قهقهة، وضحكا شديدا.
فقال علي عليه السلام: من يرجع إلى عسكرنا فيأتينا بدلو ورشاء؟ فقال أصحابه: من يستطيع ذلك (1)؟ فاتزر بمئزر ونزل في القليب، وما تزداد القهقهة الا علوا، وجعل ينحدر في مراقي القليب إذ زلت رجله، فسقط فيه، ثم سمعنا وجبة شديدة، واضطرابا وغطيطا كغطيط المخنوق (2) ثم نادى علي عليه السلام الله أكبر الله أكبر، انا عبد الله وأخو رسول الله هلموا قربكم، فافعمها (3) واصعدها على عنقه شيئا فشيئا، ومضى بين أيدينا فلم نر شيئا، فسمعنا صوتا.

1) في المصدر: لن نستطيع ذلك.
2) الغطيط: مد الصوت والنفس في الخياشيم. والمخنوق: الذي شد على حلقه.
3) افعم الاناء: ملاها.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: في شانه عليه اسلام في الأمر الأول 9
2 الباب الثاني: وهو من الباب الأول 15
3 الباب الثالث: في مولده الشريف وكلامه عليه السلام في بطن أمه وحال ولادته عليه السلام. 19
4 الباب الرابع: في تربية رسول الله صلى الله عليه وآله له عليه السلام واختصاصه برسول الله صلى الله عليه وآله 27
5 الباب الخامس: في انه عليه السلام أول من اسلم وصلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو صغير. 33
6 الباب السادس: في انه عليه السلام أول من اسلم وصلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طريق المخالفين. 43
7 الباب السابع: فيما أجاب به النبي صلى الله عليه وآله حين قيل في اسلامه طفلا 55
8 الباب الثامن: في شدة يقينه وايمانه 61
9 الباب التاسع: فيما ذكره الحسن عليه السلام من سوابق أبيه عليه السلام 71
10 الباب العاشر: في تربيت أحواله عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 83
11 الباب الحادي عشر: في صبره وتورطه في صعب الأمور رضا لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وآله 87
12 الباب الثاني عشر: في مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه نزل قوله تعالى (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله) 103
13 الباب الثالث عشر: من الأول من طريق المخالفين. 111
14 الباب الرابع عشر: في فضل سوابقه عليه السلام وسعتها. 119
15 الباب الخامس عشر: وهو من الباب الأول من طريق المخالفين 129
16 الباب السادس عشر: في حديث الأعمش مع المنصور، وانه كان يحفظ في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام عشرة آلاف فضيلة، وهو مذكور أيضا من طريق المخالفين 137
17 الباب السابع عشر: في تضاعف ثوابه عليه السلام من طريق الخاصة والعامة 153
18 الباب الثامن عشر: في قوته عليه السلام. 161
19 الباب التاسع عشر: في شجاعته عليه السلام. 167
20 الباب العشرون: في عبادته عليه السلام. 171
21 الباب الحادي والعشرون: في بكائه من خشية الله وخشوعه عليه السلام. 181
22 الباب الثاني والعشرون: في خوفه من الله تعالى. 187
23 الباب الثالث والعشرون: في أدعية له مختصرة في السجود، وعند النوم، وإذا أصبح، وإذا امسى عليه السلام. 193
24 الباب الرابع والعشرون: في تصوير الدنيا له عليه السلام واعراضه عنها وطلاقه عليه السلام لها ثلاثا. 197
25 الباب الخامس والعشرون: في زهده في الدنيا، وهو من الباب الأول من طرق الخاصة والعامة. 209
26 الباب السادس والعشرون: في زهده عليه السلام في الملبس والمطعم والمشرب. 215
27 الباب السابع والعشرون: وهو من الباب الأول. 225
28 الباب الثامن والعشرون: في زهده في المطعم والمشرب والملبس من طريق المخالفين 237
29 الباب التاسع والعشرون: في عمله عليه السلام بيده، وعتقه الف مملوك من كد يده 251
30 الباب الثلاثون: في عمله عليه السلام في البيت وتواضعه عليه السلام. 259
31 الباب الحادي والثلاثون: في جوده عليه السلام، وفيه نزلت (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) 263
32 الباب الثاني والثلاثون: وهو من الباب الأول. 273
33 الباب الثالث والثلاثون: في انه عليه السلام لا تأخذه في الله لومة لائم 281
34 الباب الرابع والثلاثون في تظلمه ممن تقدم عليه في الخطبة الشقشقية. 289
35 الباب الخامس والثلاثون: في تظلمه، وهو من الباب الأول. 297
36 الباب السادس والثلاثون: في احتجاجه على أبى بكر في إمامته عليه السلام وانه عليه السلام الامام دونه، واقرار أبى بكر له عليه السلام باستحقاقه الامام دونه. 305
37 الباب السابع والثلاثون: في احتجاجه على أبى بكر وعمر حين دعى إلى البيعة واعتراف عمر له عليه السلام. 315
38 الباب الثامن والثلاثون: في احتجاجه على أهل الشورى وفيهم عثمان واقرارهم له عليه السلام. 323
39 الباب التاسع والثلاثون: في علة تركه مجاهدة من تقدم عليه. 339
40 الباب الأربعون: في تركه مؤاخذة عدوه مع قدرته عليه. 347
41 الباب الحادي والأربعون: في عدله عليه السلام وقسمته بالسوية. 355
42 الباب الثاني والأربعون: في صبره وامتحانه عليه السلام قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعده. 359
43 الباب الثالث والأربعون: في طلبه تعجيل الشهادة حين بشربها. 383
44 الباب الرابع والأربعون: في صفته عليه السلام. 393
45 الباب الخامس والأربعون: ان أمير المؤمنين وبنيه الأئمة عليهم السلام أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 397
46 الباب السادس والأربعون: انه عليه السلام خير البرية من طريق الخاصة والعامة 407
47 الباب السابع والأربعون: في حسن خلقه، وإكرامه الضيف، والحياء، وغير ذلك 413
48 الباب الثامن والأربعون: في المفردات. 417
49 الباب التاسع والأربعون: في انه عليه السلام لم يفر من زحف ومصابرته في القتال 427
50 الباب الخمسون: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى اليه عليه السلام من طريق الخاصة والعامة. 437