لغط (1) يذعر من يسمعه، فلما مروا بالبئر (2) سلموا عليه (أعني أمير المؤمنين) من أولهم إلى آخرهم اكراما له وتبجيلا (3).
6 - ابن شهرآشوب، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الله بن الحارث (4)، عن أبيه، عن ابن عباس، وأبو عمرو عثمان بن أحمد (5)، عن محمد بن هارون (6)، باسناده إلى ابن عباس في خبر طويل انه أصاب الناس عطش شديد في الحديبية، فقال النبي صلى الله عليه وآله: هل من رجل يمضى مع السقاة إلى بئر ذات العلم، فيأتينا بالماء، واضمن له على الله الجنة؟
فذهب جماعة فيهم سلمة بن الأكوع (7)، فلما دنوا من الشجرة والبئر، سمعوا حسا وحركة شديدة، وقرع طبول، ورأوا نيرانا تتقد بغير حطب، فرجعوا خائفين، ثم قال: هل من رجل يمضى مع السقاة فيأتينا بالماء، اضمن له على الله الجنة؟ فمضى رجل من بنى سليم وهو يرتجز:
امن عزيف (8) ظاهر نحو السلم ينكل (9) من وجهه خير الأمم من قبل ان يبلغ آبار العلم فيستقى والليل مبسوط بالظلم ويأمن الذم وتوبيخ الكلم