في الغافلين فمن رحمتك آيستني أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني أو لعلك بجرمي وجريرتي كافيتني أو لعلك بقلة حيائي منك جازيتني فإن عفوت يا رب فطال ما عفوت عن المذنبين قبلي لأن كرمك أي رب يجل عن مكافاة المقصرين وأنا عارف [عائذ] بفضلك هارب منك إليك مستنجز ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظنا إلهي أنت أوسع فضلا وأعظم حلما من أن تقايسني بعملي أو تستزلني بخطيئتي وما أنا يا سيدي وما خطري هبني لفضلك سيدي وتصدق علي بعفوك وجللني بسترك واعف عن توبيخي بكرم وجهك سيدي أنا الصغير الذي ربيته وأنا الجاهل الذي علمته وأنا الضال الذي هديته وأنا الوضيع الذي رفعته وأنا الخائف الذي آمنته وأنا الجائع الذي أشبعته والعطشان الذي أرويته والعاري الذي كسوته والفقير الذي أغنيته والضعيف الذي قويته والذليل الذي أعززته والسقيم الذي شفيته والسائل الذي أعطيته والمذنب الذي سترته والخاطئ الذي أقلته وأنا القليل الذي كثرته والمستضعف الذي نصرته وأنا الطريد الذي آويته وأنا يا رب الذي لم أستحيك في الخلاء ولم أراقبك في الملاء أنا صاحب الدواهي العظمى أنا الذي على سيده اجترأ أنا الذي عصيت جبار السماء أنا الذي أعطيت على معاصي الجليل الرشا أنا الذي حين بشرت بها خرجت إليها أسعى أنا الذي أمهلتني فما ارعويت وسترت علي فما استحيت وعملت بالمعاصي فتعديت وأسقطتني من عينك فما باليت فبحلمك أمهلتني وبسترك سترتني حتى كأنك أغفلتني ومن عقوبات المعاصي جنبتني حتى كأنك استحييتني إلهي لم أعصك حين عصيتك
(٥٩٤)