بالعطيات على أهل مملكتك والعائد عليهم بتحنن رأفتك إلهي ربيتني في نعمك وإحسانك صغيرا ونوهت باسمي كبيرا فيا من رباني في الدنيا بإحسانه وتفضله ونعمه وأشار لي في الآخرة إلى عفوه وكرمه معرفتي دليلي عليك [يا مولاي دلتني عليك] وحبي لك شفيعي إليك وأنا واثق من دليلي بدلالتك وساكن من شفيعي إلى شفاعتك أدعوك يا سيدي بلسان قد أخرسه ذنبه رب أناجيك بقلب قد أوبقه جرمه أدعوك يا رب راهبا راغبا راجيا خائفا إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت وإذا رأيت كرمك طمعت فإن عفوت فخير راحم وإن عذبت فغير ظالم حجتي يا الله في جرأتي على مسألتك مع إتيان ما تكره جودك وكرمك وعدتي في شدتي مع قلة حيائي رأفتك ورحمتك وقد رجوت أن لا تخيب بين ذين وذين منيتي فحقق رجائي وأسمع دعائي يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج عظم يا سيدي أملي وساء عملي فأعطني من عفوك بمقدار أملي ولا تؤاخذني بأسوأ عملي فإن كرمك يجل عن مجازاة المذنبين وحلمك يكبر عن مكافاة المقصرين وأنا يا سيدي عائذ بفضلك هارب منك إليك مستنجز ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظنا وما أنا يا رب وما خطري هبني بفضلك وتصدق علي بعفوك أي رب جللني بسترك واعف عن توبيخي بكرم وجهك فلو اطلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته لا لأنك أهون الناظرين إلي وأخف المطلعين علي بل لأنك [يا رب] خير الساترين وأحكم الحاكمين وأكرم الأكرمين ستار العيوب غفار الذنوب علام الغيوب تستر الذنب بكرمك وتؤخر العقوبة بحلمك فلك الحمد على حلمك بعد علمك وعلى عفوك بعد قدرتك ويحملني ويجرئني على معصيتك حلمك
(٥٩٠)