ما فرضه الله فإنه آتاكم المال فرضا وسألكم منه قليلا قرضا فقال في كتابه الذكر الحكيم إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم إن أحسن قصص المؤمنين وأبلغ مواعظ المتقين كلام رب العالمين يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فاتقوا الله عباد الله فيما أمركم به وأطيعوه وانتهوا عما نهاكم عنه فلا تعصوه وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم وإن كان عيد الأضحى فقل واعلموا عباد الله أنه في هذا اليوم العظيم ينظر الله إلى حجاج بيته [الكريم] الحرام فيقول ملائكتي أما ترون عبادي قد أقفروا الأوطان وهجروا الأولاد والنسوان يحنون إلي حنين الطير في أوكارها ويفدون [يغدون] علي من فجاج الأرض وأقطارها أنضاء على أنضاء خواض لجج الرمضاء قد ملئوا البلاد تكبيرا وتهليلا واتخذوا الوحدانية بالإخلاص إلي سبيلا يضجون بالتلبية لبيك اللهم لبيك قد أتيناك من الذنوب هاربين إليك وأشهدكم وأنا معكم من الشاهدين أني قد وهبت العاصين للطائعين والمسيئين للمحسنين ووهبتهم أجمعين لمحمد صلى الله عليه وآله سيد المرسلين الله أكبر عباد الله وفي مثل هذا اليوم العظيم ابتلى الله إبراهيم الخليل بذبح ولده إسماعيل فرأى الخليل عليه السلام في المنام وهو بين الركن والمقام أنه لولده ذابح ولدمه سافح فانتبه عليه السلام من رقدته مرهوبا ومن منامه مرعوبا وقال لابنه يا خير البنين ويا سلالة النبيين إني أرى في المنام عيانا أني أذبحك قربانا فانظر ماذا ترى يا سيد الورى فقال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين
(٧١٤)